صورة تذكاريه للشهيد إسلام رشاد وهو يعالج احد مصابي جمعة الغضب هي كل ما تبقي لأسرته إضافة إلي صور تذكارية أخري..إسلام لم يكمل يبلغ من العمر سوي 23 عاما..خرج في مظاهرات الثلاثاء وشارك في جمعة الغضب بعدما ضاقت به الدنيا ولم يجد عملا..حصل علي شهادته من احدي المعاهد الخاصة للسياحة والفنادق وخرج يبحث عن عملا املا في المساعدة في تدبير نفقات منزل اسرته الذي رحل عنهم الاب منذ عامين..لم يجد امامه سوي المظاهرات للاشتراك بها بحثا عن الحرية والعيش والعدالة الاجتماعية..عاد سليما يوم الثلاثاء الا ان يوم الجمعة كان علي موعد مع الموت..شارك بقوة في المظاهرات يهتف وخترق الحواجز الامنية ومجني الامن المركزي يحمل المصابين ويشارك في نقلهم حتي سيارات الاسعاف..ظل يهتف ويصرخ باعلي صوته "الشعب يريد اسقاط النظام" حتي جاءته رصاصة اخترقت جسده النحيف وانهت علي حياته في الحال..
كان يقف بجانبي_الكلام علي لسان اسلام نشار صديقه_شاركنا سويا في مظاهرات الثلاثاء وعندما عدنا الي المنزل قررنا المشاركة من جديد في جمعة الغضب..خرجنا يومها سويا وقطعنا الطرق واخترقنا الحواجز الامنية معا..نحمل المصابين وننقلهم حتي سيارات الاسعاف او الي المستشفيات الميدانية التي اقامها الاطباء بالشوارع الجانبية للمظاهرات..كنت لا اصدق ان الصورة التي التقطها له انثاء مساعدته في علاج احد المصابين ستكون اللقطة الاخيرة له..عدنا الي المظاهرات وانا امسك في يده وانبه دائما يجب ان لا نفترق..وقفنا في الصفوف الامامية نحاول نخترق احدي الحواجز الامنية بمنطقة الهانوفيل لتاتي رصاصة من احد الضباط تصيبه وتسقطه غارقا في دمائه بجواري..حاولت انقاذه واسعافه الا انه لفظ انفاسه الاخيرة بين يدي.
اسلام..هو الاخ الاكبر بين اصدقائه..كل ما كان يحلم به الحصول علي عمل..يتمني ان يريح والدته التي تخرج ليلا ونهارا بحثا عن العمل لتدبير نقفات منزلها الذي رحل عنه الاب قبل عامين..حاول اكثر من مرة_الأم تروي التفاصيل_ تقدم الي اكثر من عمل..وفي النهاية يصطدم بجملة "روح واحنا هنكلمك"..لم يجد فرصة للعمل خلال عام بعد تخرجه..يخرج كل يوم وفي النهاية العودة الي المنزل والفشل يسيطر عليه..كنت احاول ان لا يسيطر الفشل عليه..ولكن يوم ان اخبرني ان هناك مظاهرات يوم الثلاثاء سنطلق من اجل الحرية والعدالة لم امنعه وطلبت منه فقط ان يعود سالما..خرج وعاد لي يروي تفاصيل اليوم وكيف انه ظل يهتف طوال المظاهرة "عيش حرية عدالة اجتماعية"..يوم الجمعة ايضا لم احاول ان امنعه،ولكني شجعته علي الخروج والتظاهر املا في الحرية والتغيير.
واضافت الام:لن اترك حق ابني..اخبرني بعض الاطباء في البداية ان الوفاة نتيجة حادث سير ولكن بعض ان تدخل صديقه اسلام تم الكشف عليه وكتب التقرير الحقيقي..الوفاة نتيجة طلق ناري اخترق صدره..لن اترك حقه..تقدمت ببلاغ ضد الامن المركزي الذي كان يتولي تامين منطقة الهانوفيل..وانوي السفر الي مصر والتقدم ببلاغ ايضا اتهم فيها حبيب العادلي وزير الداخلية السابق بالقتل العمد،فهو من اصدر الاوامر بقتل المتظاهرين واطلاق الرصاص الحي عليهم..انتظر محاكمة العادلي ولن اقبل أي حكم سوي الاعدام..لان من قتل يقتل.
(نقلاً عن جريدة المصري اليوم)