أحمد..العريس الشهيد خرج بعد 3 شهور فقط من زواجه يهتف ''لإسقاط'' النظام (4)

  • مقال
  • 10:55 صباحًا - 10 فبراير 2011
  • 1 صورة



الشهيد أحمد أهاب

3 شهور فقط فصلت بين الافراح والاحزان في منزل..فمنذ 3 شهور وانطلقت الافراح والزغاريد فرحا بزواج المهندس احمد أهاب من خطيبته التي تربطهما قصة يتحاكي عنها جميع اسرته..جمعة الغضب كان المنزل علي موعد مع الاحزان..خرج أحمد مثل أي شاب يحمل طاقة لن يستطيع احد ايقافها..يحمل شجاعة وحماس وامنيات واحلام بالتغيير..الا ان رصاصة اطلقها ضابط جبان من داخل مصفحته لتخترق راس الشاب وتنهي علي حياته بعد 6 ايام من محاولات اسعافه داخل مستشفي الحسين الجامعي.

احمد هي المرة الاولي له للخروج في المظاهرة..المرة الاولي الذي رغب فيها التعبير عن رايه..كان يرغب في الخروج في مظاهرة الثلاثاء 25 يناير الا ان ظروف عمله مهندس ميكانيكا وسفره للاسكندرية منعته من المشاركة..دون نقاش او تفكير اتخذ القرار بالاشتراك في مظاهرات جمعة الغضب..حاولت والدته وعروسته اقناعه بالرجوع عن قراره الا انه رفض وامام اصراره طالبوه بان لا يتشبك مع الامن ويكتفي بالاشتراك في مظاهرة سلمية فقط.

صباح يوم الجمعة خرج الشاب وبصحبته عدد من اصدقائه ودع زوجته ووالدته وهو لا يعلم انه الوداع الاخير،لينطلق بسيارته يقطع الطريق من مدينة الشروق الي مدينة نصر وهو يغنون الاغاني الوطنية،ويهتفون من داخل السيارة "الشعب يريد اسقاط النظام".."ارحل..ارحل..حرية..حرية"..وامام شارع عباس العقاد ترك سيارته ليشترك مع اخرين في السير بمسيرة حتي الوصول الي ميدان التحرير..يهتف بقوة "سلمية..سلمية" امام كل نقطة امنية حتي يصل الي الميدان ويصاب بعدها برصاصة تخترق راسه.

كنت اعلم انها مظاهر سلمية - الكلام علي لسان زوجته مها عمارة - ولا اعلم ان الامن سيتعامل مع المتظاهرين بهذا الغباء والوحشية..انتظرته طويلا يوم الجمعة يعود سالما ولكن اصدقائه عادوا وحدهم وهم يظنون انه سبقهم علي المنزل..ظللنا يومان انا واصدقائه واسرته تبحث عنه في المستشفيات وفي كل مكان حتي عثرنا عليه بمستشفي الحسين مصاب بيغبوبة تامة بعدما توفى جزع المخ ونزيف داخلي بسبب الرصاص الذي اخترق راسه،واخبرنا الطبيب انه توفي اكلينكيا..لا نعلم من ادخله الي المستشفي ومن نقله اليها..حاول بعض الاطباء الالتزام بالتعليمات الامنية وكتابة التقرير الطبي ان سبب الوفاة حادث سير وبعد مشاجرة مع مدير المستشفي اخبر الاخير الطبيب المعالج بكتابة الحقيقة في التقرير ليكتب جملة لن انساها "الوفاة بسبب اصابته حوالي 6 طلقات بالجمجمة ما بين داخل المخ وخارجه"..لا اتخيل كيف ان ضابط يضرب مواطن مصري في راسه 6 طلقات..هو ليس حرامي او مخرب او مهرب او تاجر مخدرات..هو مدافع عن وطنه مدافع عن الظلم..يحبث عن الحرية عن الكرامة ليس له واحد وانما للمصريين جميعهم..حالتنا الاجتماعية جيدة ولكنه كان يتمني ان لا يري فقيرا في مصر،فخرج يدافع عنهم..

رحل احمد وترك عروسته لا تجد امامها سوي بعض الصور تذكره به..رحل احمد دون ان يري الاصلاحات الذي ظل يحلم بها..رحل احمد قبل 10 ايام من عيد ميلاده ليمت قبل ان يكمل الـ29 عاما.
(نقلاً عن المصري اليوم)

وصلات



تعليقات