ثورة أخرى تنتظرنا...!!

  • مقال
  • 12:50 مساءً - 14 فبراير 2011
  • 1 صورة



الجمعة 30 يناير سنة 2026، أجلس في شرفة منزلي أداعب بين يدي سيجارتي الصباحية عقب كوب الشاي كما أعتدت طيلة 33 عاماً من عمري الذي بلغ 56 عاماً الشهر الماضي، يقتحمني ابني الشاب كما اعتاد طيلة عمره، ملقياً تحيته الصباحية عبر قبلة تضىء جبيني، ليسحب مقعداً ويجلس ناظراً حوله كما اعتاد في كل مرة يريد فيها أن يطلب شيئاً.
أبتسم وأتذكر نفسي في مثل عمره، خاصة وهو يشبهني لدرجة تثير إرتيابي في كونه مستنسخاً.
أسأله محاولاً إظهار بعض الجدية : عايز إيه يا على؟
وكأنني فتحت شلالا لن ينقطع وبكل لهفة قال لي : أنا مش عايز فلوس يا بابا، أنا عايز أسألك هو فعلا انت حضرت رئيس جمهورية حكم مصر لمدة 30 سنة، وساب البلد وثروته حوالي 70 مليار دولار، لا وكمان كان عايز يورث ابنه الحكم، يانهار اسود، اسف يا بابا بس انا مش مصدق انك لحقت عصر زي ده
ابتسمت وقلت له : طيب كمل
أشاح برأسه بعيداً عني في غضب : وانتشر في عهده الفساد والامراض والفقر ، مصر ازاي وصلت للحال ده في يوم لا واللي مستغربه إن الكلام ده انتهى من 15 سنة بس، يعني أنا كمان عاصرته صحيح كان عندي 3 سنين لما قامت الثورة وده يخليني مفتكرش حاجة بس ازاي إزاي سكتوا 30 سنة ، إزاي عشتوا في الهوان ده.
ألقيت بسيجارتي في المطفأة أمامي وقلت في حسم : علمونا في المدارس منذ نعومة أظافرنا أننا شعب لا يثور، وأقنعونا عبر كل وسائل الاعلام ان بنا كل النواقص والعيوب، روجوا عبر أفلامهم أننا شعب لا أمل فيه، وصدقنا الموت وصدقنا أن أرض مصر صارت بورا لن تنجب رجال، إلى أن بلغ الحمل أقصاه فانفجرنا وثرنا، ثورة هي أحد أعضم الثورات في تاريخ البشرية، فقدنا فيها ما يزيد عن 700 شهيد، ولكننا انتصرنا، وأزحنا الطاغية، وأسقطنا نظامه بالكامل، لنخوض بعدها حرباً أخرى في بناء مصر، إستغرقت عمرنا بأكمله لترثها أنت وجيلك، مصر التي تستحق تاريخها ونفخر بحمل إسمها.
سألني ولدي وعلى وجهه إبتسامة مترددة ما بين ظهور وغياب : وأيه الأصعب ثورة التحرير ولا ثورة البناء؟
فأجبت : البناء يا ولدي .... بنينا مصر لتظل أبداً وما كانت الثورة تصبح بلا قيمة لولا إستكمال البناء.
نجحت الابتسامة في فرض سيطرتها على وجه ولدي بالكامل ورفع يديه للسماء مشيراً لي لنقرأ الفاتحة على أرواح الشهداء.

وصلات



تعليقات