أعادت أغنية "مشربتش من نيلها" الحياة إلى الأغنية الوطنية المصرية بعد ركود لسنوات طويلة، وصارت أول أغنية يحفظها شباب وأطفال جيل جديد لم يحب أغاني وطنية قديمة تغنت لامجاد وعهود لم يحضرها ولا يشعر لها أحياناً بالانتماء، بل وصارت نشيداً وطنياً لمنتخب مصر الوطني، أدمن به الفوز والانتصار.
تلك الأغنية التي غنتها المطربة شيرين عبدالوهاب كتبتها شاعرة مصرية شابة اسمها نور عبدالله، تعرفت من خلالها على الملحن عمرو مصطفى والذي اختار في تلك الفترة الانحياز لجيل من الشباب الجامعي الذي ما زال يستكمل دراسته، مبتعداً عن العمل مع نجوم الشعراء فاختارها مع شاعر شاب اخر هو تامر حسين من ضمن العديد من الشباب ليعملا معه.
وبعد نجاح الاغنية وتردد اسم نور عبدالله في الوسط الموسيقى، تمت دعوة الثلاثي عمرو مصطفى ونورعبدالله وتامر حسين الى مائدة غداء في بيت المهندس أحمد عز أمين عام الحزب الوطني السابق، وعلى تلك المائدة طلب عز من عمرو مصطفى عمل اغنية للحزب الوطني، فأشار عمرو بسعادة وفخر بالتكليف الي الشابة الصغيرة التي تجد صعوبة في ابتلاع لقيماتها الصغيرة قائلا : نور اكيد حتكتبلنا حاجة زي مشربتش من نيلها.
لتتوقف الشاعرة الشابة عن الأكل لتؤكد في رفض صارم أنها لم تعتد الكتابة عن شيئاً لا تنتمي اليه ولا تحبه، لتصفر وجوه الجميع ويحل الصمت بديلاً على مائدة الطعام.
لتغادر بعدها نور عبدالله بيت أحمد عز وتغادر الوسط الموسيقي، الذي عدها يوما شاعرة واعدة ستقدم الكثير خاصة وأن الاغنية العامية تفتقد كثيرا للحس النسائي في مجال الكتابة، بعد أن شن عليها عمرو مصطفى حرباً شعواء لمنعها من تقديم اغانيها للمطربين وشركات الانتاج، بينما وافق زميلها تامر حسين على كتابة الاغنية التي غناها المطرب لؤي فيما بعد تحت اسم "في مصلحتك" ليدفع به الملحن المشهور بعد ذلك الى ألبومات قمة الوسط الموسيقى بغض النظر عن حجم موهبته.
جدير بالذكر أن نور نجحت أخيراً في تقديم أغنية رائعة أخرى للوطن هي "بالورقة والقلم" في فيلم عسل اسود للفنان أحمد حلمي.
وسيدرك القارىء فور سماعه لأغاني الشاعرين الشابين أيهما أكثر موهبة وأيهما وقع عليه الظلم لأنه قال لا.
أغنية "مشربتش من نيلها"
[http://www.youtube.com/watch?v=FNXITbDX1IM&feature=related]
أغنية "في مصلحتك"
[http://www.youtube.com/watch?v=9HoMbIG4z4s]
أغنية "بالورقة والقلم"
[http://www.youtube.com/watch?v=3HBCjlQGxSE]