شاركَ المخرج العظيم يسري نصر الله في ثورة 25 يناير منذ لحظتها الأولى ، مثلما كان متواجداً في كل الاحتجاجات والتظاهرات التي مرّت بها مصر طوال الأربعين عاماً الأخيرة ، وعن تتويج كل هذا بثورة عظيمة لم يشهد مثلها التاريخ .. قال يسري أنه شعر لوهلة أنه في حلم وأن هذا ليس حقيقياً ، ولكن كلما كانت الأيام تمر كان يتأكد من أن هذا واقعاً أجمل وأعظم مما تمناه هو وكل أبناء جيله ، حيث أعادت هذه الثورة للمصريين روحهم ، بعد أن اعتبر الجميع أنهم غارقون في ثباتٍ عميق ولن يفيقوا منه أبداً .
وعن مشاركة السينمائيين في هذا الحدث العظيم ، قال يسري أن هذا كان طبيعياً لأن الكثير من الأفلام في السنين الأخيرة - حتى التجاري منها - كان يتناول الفساد والقهر والظلم ، وكان هناك شعور أنك حتى لو لم تكن متطابقاً مع الثورة 100% فيجب أن تكون هناك لتوثق مشهداً من أهم مشاهد التاريخ المصري .
وأضاف أنه عن نفسه كان مع الثورة تماماً في كل مطالبها ، ولم يشعر للحظة أنه يخاطر أو يغامر بمستقبله الفني ، فهذا هو موقفه المعلن من النظام منذ سنوات عديدة ، وبينما كان ثائراً بالنهار في التحرير .. كان يقضي الليل أمام منزله مع اللجان الشعبيّة ليحميه من البلطجية الذين امتلئت بهم الشوارع في مخطط أمني قذر لإجهاض الثورة .
وعن خطابات الرئيس المخلوع حسني مبارك قال يسري :"كنت أشعر ومع كل خطاب له أنه لا يتحدث إلينا، هو يتحدث دوما مع شعب آخر ودوما ما تكون متأخرة خاصة خطابه الأخير الذى لم يكن موفقا على الإطلاق حتى من حيث تركيبته الدرامية، فقد فوض عمر سليمان فى الخطاب الأخير وفى توقيت متأخر جدا كالعادة ولو كان فوضه يوم 28 فربما كان الشعب قد صدقه لكنها خطب متأخرة ودوما تأتى بعد أن يتجاوزها الشباب."
وعن رأيه في الفنانين الذين كانوا ضد الثورة ، أوضح أنه شخص ديمقراطي ويؤمن بحرية الرأي ولا يرى أنه من الضروري محاسبة أو ملاحقة كل من كان ضد الثورة ، فالتاريخ والناس فقد هم الذين سيحاسبون ، حتى الذين أساؤوا لها بشدة .. الزمن وحده هو الكفيل بالرد والتذكر .
أما ما يراه عن مستقبل مصر في الأوقات القادمة ختم يسري حديثه : "سيناريو صعب وإعادة البناء مهمة كبرى وملقاة على عاتقنا جميعا وخلق مؤسسات وتطهير النقابات وتعريف أعضائها بحقوقهم وكيف يكونون فاعلين فيها وعلى الشرطة أن تصيغ علاقتها مع الجماهير من جديد."