بعد عام سينمائي طويل ، يكون ختام الموسم المُنتظر دوماً هو حفل توزيعجوائز أكاديمية العلوم والفنون (الأوسكار) ، حيث تُرتّب الطاولة الهوليوديّة لتحددأفضل إنجازات العام ، ويتابع عشاق الفن السابع التجمع الأبرز والأكثر بريقاً .
2010 كان عاماً سينمائياً حافلاً ، الإحباطات كانت قليلة والإشراقات كانت واضحة ،هو عام مخرجي جيل التسعينات بامتياز ، لأن أهم الأفلام والأسماء التي ستتواجد فيالحفل القادم هي لهؤلاء الذين برزت أسماءهم وصاروا ألفة أبناء جيلهم الذي بدءمسيرته وصعد نجمه في تسعينات القرن الماضي .
عشر أفلام ستتنافس على الجائزة ، أسوةً بالقرار الذي اتخذه أعضاء الأكاديمية فيالعام الماضي ، بزيادة عدد الأفلام المُرشّحة للأوسكار من 5 إلى 10 أفلام .أربعة من هذه الأفلام هي سير ذاتية ، في مقدمتهم فيلم المخرج ديفيد فنشر " TheSocial Network"الذي يتناول السيرة الذاتية لمؤسس موقع الفيس بوك الشهير "ماركزوكربيرج" والكواليس الخلفية والنفسية التي أحاطت بإنشاء الموقع الأكثرنجاحاً في تاريخ الإنترنت ، والثاني هو فيلم " The King’sSpeech" للمخرجالإنجليزي توم هوبر.. والذي يتناول حياة الملك جورج السادس عشر وفترة هامة من قيادتهللمملكة البريطانية رغم مشاكله مع النطق ، الثالث هو " The Fighter" عن قصة الملاكي الأيرلندي "ميكي وارد" وعلاقتهبأخيه غير الشقيق ، والأخير هو " 127 Hours" للمخرج الفائز بالأوسكار منذ عامين داني بويل عن حياة متسلق الجبال "آرون رالستون" الذي ظللمدة خمسة أيام محتجزاً بين جبلين بفعل حجر ضخم ظل يضغط على زراعه وصولاً لنهايةمأساوية منحته الحياة من جديد .
الأفلام الستة الباقية تمنح الأكاديمية التنوّع الذي أرادته حين رفعت عدد الأفلامإلى 10 بدلاً من 5 ، يتصدّرهم فيلم المخرج دارين أرنوفسكي "BlackSwan" عنمعالجة سينمائية مبتكرة لبالية "بحيرة البجع" لتشايكوفسكي يحاول فيهادارين أن يروّض من جديد نفس الفكرة التي لعب عليها في أهم أفلامه السابقة عن هوسالشهرة والنجومية الذي يدمّر أبطاله .. وهاجس الكمال الذي يجعلهم يدمرون أنفسهم ،بجانبه هناك كريستوفر نولان– للمصادفة فكلا المخرجين – دارين ونولان - بدأ مسيرتهبفيلم "أبيض وأسود" .. "منعدم الكلفة" .. "عاليالقيمة" .. "إنتاج عام 1998" ، وكلا المخرجين حقق نجاحاً فنياً ساعدهفي إيجاد تمويل إنتاجي أكبر يقدم به فيلماً في عام 2000 يجعله ضمن صفوة أبناء جيله: Mementoفيحالة نولان ، و Requiem for a Dream في حالِ أرنوفسكي ! - ، نولان يرشح للمرة الأولى في فئة أفضل فيلم بعملهالمُتدح " Inception" معطياً الأكاديمية فيلماً رفيع المستوى وفي فئة – الخيالالعلمي ؟! الأكشن ؟! – نادراً ما تلتفت لها ، ويستفيد من خلال ذلك بكونه واحد منالأسباب التي دفعت الأكاديمية أصلاً إلى زيادة الأفلام المرشحة بفضل تحفته “ The Dark Knight’ الذي لم يُرشّح في عام 2008 رغمقيمته الفنية الكبيرة والاتفاق النقدي والجماهيري عليه .
زيادة عدد الأفلام منح الفرصة أيضاً لترشيح تحفة بيكسار “ Toy Story 3’ ليصبح واحداً من بعض أفلام كرتونية رُشحت لأوسكار أفضل فيلم ،وكذلك ويسترن الأخوين كوين " True Grit" الذي يعتبر إعادة لكلاسيكية شهيرة قدمت بنفس الاسم عام 1969، وأخيراً هناك فيلمين مستقلين بميزانية محدودة هما "The Winter’sBone" و"TheKids are all Right" .
نظرياً .. فإن كل الأفلام المرشحة قابلة للفوز ، ولكن عملياً .. فإن الأفلامالخمسة التي رُشّح مخرجوها في فئة "أفضل مخرج" هي فقط القابلة للمنافسة، والأكثر عملية .. أن أوسكار هذا العام صار منافسة شرسة ومحتدمة بين فيلمين فقط.. هما The Social Network وThe King’s Speech .
سيقدم موقع "السينما.كوم" خلال الأيام القادمة ، مقالات متتالية تتناول أفلامالأوسكار العشر بشكل أكثر تفصيلاً ، وتوضح شكل المنافسة المحتدم بين فيلمي فينشروهوبر وما يدعم حظوظ كل منهم ، وصولاً لتوقّعات الـ21 جائزة سينمائية ليلةالأوسكار ، ومتابعة حية على الموقع لحفل توزيع الجوائز ، في النهاية سيكون هناكموضوع شامل عن جوائز الحفل وكواليسه ومفاجآته وصوره وأبرز أحداثه .
ويذكر أن حفل توزيع جوائز الأوسكار سيقام ليلة السابع والعشرين من فبرايرالمقبل على مسرح كوداك الشهير بلوس أنجلوس ، وسيقدمه النجم جيمس فرانكو بصحبةالنجمة آن هاثاواي .