محمد دياب يكتب : هل من مصلحه مصر انتقاد الجيش في هذا الوقت الحرج؟

  • مقال
  • 11:26 صباحًا - 1 مارس 2011
  • 1 صورة



محمد دياب

من الملاحظ انه بعد واقعه تفريق الجيش للمتظاهريين بالقوه من ميدان التحرير، بدأت موجه من انتقاد الجيش. و هي ما بين انتقاد مبطن معتدل "للتباطؤ في تنفيذ المطالب" و ما بين انتقاد قوي و هجومي "للجيش انه متعاطف مع النظام القديم

بصراحه انا مش مع الطرف التاني خالص، اولاً لأن فيه شواهد كتيره بتقول ان الجيش ابدي حسن نيه وأكد علي تحقيق مطالب الثوره ... ثانياً لأن مش من التعقل ابداً التسرع او حتي التفكير في تحويل الجيش من - مع الثوره - لضد الثوره

يبقي من مصلحه مصر اننا محدش يفتح بقه علي الجيش و نفضل كلنا نروج ان الجيش ما بيغلطش و ان كل حاجه تمام .......... لأ طبعاً ... ده اكبر غلط

اولاً الجيش نفسه لازم يتعود انه بقي بيلعب دور تحت اعين الرأي العام، وأنه لازم هيبقي فيه ملاحظات غرضها النصح و المصلحه العامه

ثانياً: مش عاوزين نكرر نفس اخطائنا السابقه بتاعه تأليه من يحكم وإصباغ صفه التنزه عن الغلطات عليه ... دي الوصفه المثاليه لتحويل أي حاكم الي دكتاتور ... هما محتاجين ملاحظاتنا عشان يعرفوا امتي بيبقوا صح وامتي بيبقوا غلط

نقطه تانيه عن موضوع التأليه ده ... الطريقه دي هي اللي بتؤدي لرد الفعل العكسي لما اخطاء طبيعيه تتكشف ... مثال: انكار الجيش التام ان كان فيه أى تجاوز اثناء الثوره مع ان منظمات حقوقيه اكدته (مع ان عادي ان يبقي فيه تجاوزات فرديه من جيش فيه نص مليون واحد) خلي الناس تتصدم صدمه عمرها في الفيديو المنتشر الان بتاع تعامل بعض افراد الجيش القاسي مع معتقلين

عشان كده الناس اتبسطت واحترمت الاعتذار اللي طلعه الجيش، و اعتبروه مؤشر علي طريقه تعامل جديده، بس كمثال للإنتتقاد البناء فيه كذا ملاحظه علي التعامل مع الموقف ده ككل

احنا حسينا ان المؤتمر الصحفي اللي بعد الإعتذار كان فيه تراجع ومحاوله لإلصاق المسؤليه بالمتظاهريين

لو فعلاً مفيش اوامر بالضرب يبقي لازم تبقي فيه محاسبه علنيه لمن أمر به

من الملاحظات المقلقه ان العساكر لما كانو بيفرقوا المتظاهريين كانوا بيقولولهم يا خونه يا عملاء ... كيف وصلت هذه الفكره لعقولهم؟ ... هل نتهم أمن الدوله زي ما احنا دلوقتي بنعمل في كل موضوع ولا فيه جهات امنيه اخري بتوقع بين الجيش والشعب؟ لم نحصل علي إجابه شافيه بعد

انكار فكره الثوره المضاده في غير موضعه ... خاصه بعد ان المح احد البيانات ان الجيش واخد باله من موضوع الثوره المضاده ... و منطقياً كده ينفع تستأذن ناس و تقولهم بعد اذنكوا انا هقضي عليكم فيرحوا سايبينك ... غريزه البقاء اكيد هتخليهم يحاولوا يفلفصوا

لو مش عاوزيين تسموها ثوره مضاده مش مهم، المهم ان فيه حاجات غريبه بتحصل ... اهمها محاولات احداث شقاق بين المسلمين والمسيحيين و بعضها( بقصد او بدون قصد) محسوب علي الدوله

وبكررها تاني، ان من الواضح ان فيه تياريين داخل الجيش .. تيار اصلاحي "عاوز ينفذ كل المطالب بسرعه" و تيار محافظ "بياخد وقت كتير علبال ما ياخد قرارات مصيريه" و هو برضه تيار اصلاحي ولكن بطيء و معنديش شك نهائياً ان التياريين في قمه الوطنيه

المشكله ان التباطؤ هيخلي المصريين (اللي بطبيعتهم بيؤمنوا بنظريه المؤامره) يتحولوا واحد ورا التاني من (الطرف الاول) اللي هو ما بيشكش في نوايا الجيش الي (الطرف التاني) اللي بدأ يشك

لازم نبقي عارفيين ان الوضع في مصر لا يحتمل ان نخسر العلاقه مع الجيش، و الكلام ده موجه للمنتقدين و للجيش اللي هو متحمل الجزء الاكبر من شكل العلاقه بينه وبين الشعب. و انا شخصياً لما قررت اكتب عن الجيش، عملت كده لأني بدأت اشوف بدايات نظرات متشككه و متطرفه (عن الجيش) علي الانترنت و و الرد عليها ماينفعش يكون بالتجاهل، بل بردود متوازنه تضع الامور في نصابها الحقيقي ... و اعتقد ان دور الملاحظ الدقيق المتوازن اللي بيشيد وقت اللزوم وينتقد وقت اللزوم هام جداً عشان يبقي فيه مصداقيه بعيداً عن التغالي في الاشاده والتغالي في الانتقاد اللي هيؤدي لتكوين جبهتين و هيساعد في توسيع الخلاف بين الناس و بالتالي عدم الاستقرار

كلمه اخيره للي بيقول خلاص مش قادريين تستنوا ست شهور ... اقوله طول ما فيه بقايا النظام القديم هتبقي الفتره اللي جايه اسوأ فتره هتعيشها مصر ... خد بقي عندك توقيع بين الشعب وحرق كنايس و تعمد استمرار الفوضي و تشويه الثوار و مظاهرات فئويه مشكوك مين وراها و تزايد السخط علي ضباط الشرطه و ستنتهي بتصعيد بين الشعب والجيش لأن فيه ناس بتعمل علي ان ده يحصل ... و يــــــــــــــــــــــــــارب ده ميحصلش ابداً
انزل كل جمعه عشان تحمي مكاسب الثوره.

وصلات



تعليقات