انتهى حفل توزيع جوائزالأوسكار بنتائج بدا أغلبها منطقياً على الرغم من غرابة مسار الحفل نفسه ، ولكن يظل بالتأكيد هو الحفل الأكثر تنافسية خلال السنوات الأخيرة .
كانت التوقعات تتجه نحو تكريم فيلم " خطاب الملك" بغلة من الجوائزالتقنية والتي يتيحها زخمة الفني ، في مقابل فوز فيلم " الشبكةالاجتماعية" بجائزتي المونتاج والسيناريو وربما الإخراج ، لتبقى جائزة أفضلفيلم في النهاية حائرة بين "عددية" الملك و"قيمة" جوائزالشبكة .
ولكن الغريب كان أن الملك حصل على جائزة أفضل فيلم دون جائزة واحدة تقنية ، واللحظةالتي أعلنت فيها " كاثرين بيجالو" عن فوز توم هوبربأفضل مخرج – رغم أنهحتى عددياً كان أضعف من خصمه في تلك اللحظة – هي واحدة من أضخم مفاجآت الأوسكار ،لدرجة أنني أردت لحظتها أن أربت على كَتِف ديفيد فينشر رغم أنه لم يكن يوماً منالمفضَّلين لديّ !
- الحفل بشكل عام كان جيداً ، الدخلة التي قام بها مقدميه "جيمس فرانكو"و" آن هاثاواي" مستخدمين فيها أسانسير فيلم " إنسيبشن" للتجوّلبين أفلام العام كانت دخلة ذكية وممتازة تقنياً .
- أداء "جيمس فرانكو" و"آن هاثاواي" كان مقبولاً ، المشكلةكانت في أن مُقدم حفل الأوسكار (يجب) أن يكون كوميدياً .. ومجرد مقارنة فرانكووهاثاواي بالأسطورة بيلي كريستال مثلاً يوضّح لماذا يفتقد حفل مثل هذا تميّز حفلاتالأوسكار القديمة .
- آن هاثاواي قامت بتغيير قُرابة العشر فساتين على مدار ساعات الحفل !
- من ضمن الفقرات المميزة جداً في الحفل هو تقديم بيلي كريستال للأسطورة بوب هوب الذيقدّم حفل الأوسكار لثمانية عشر عاماً وكان ضمن الأسباب الهامة للشهرة الكبيرة التيينالها في العالم اليوم ، تكريماً مميزاً لهوب واستخدام تقنيّات ثلاثية الأبعادلإعطاء إيحاء بتواجده بداخل الحفل لتقديم جود لو وروبيرت داوني جونيور .- حاز فيلم "إنسيبشن" على أربعة جوائز تقنية ، تصوير وتحرير وميكسينجصوت ومؤثرات خاصة ، وهو ما بدا أشبه بتكريم لعملٍ رائع واعتذار لمخرجه كريستوفرنولان على تجاوزه غير المبرر في الترشيحات .
- تقديم كيرك دوجلاس في عمر الرابعة والتسعين لجائزة أفضل ممثلة مساعدة كانت لحظةمميزة .
- للمرة الأولى في تاريخ الأوسكار تستخدم ممثلة الـ"F-Words" وذلكعن طريق ميليسا ليو في خطبتها ، وهو ما نال استهجاناً من منظمي الحفل الذين يشددونفي التنبيه على تجنب ذلك دوماً .
- تحيّة كريستيان بيل الفائز بجائزة أفضل ممثل مساعد للملاكم ديكي إيكلوند الذيقدم دوره في الفيلم كانت شديدة التميز لواحد من أفضل أبناء جيله والذي يحصدأوسكاره الأول في ترشيحه الأول كذلك .
- كما كان متوقعاً لدرجة اليقين ، فازت تحفة بيكسار " توي ستوري 3" بجائزة أفضل فيلمرسومي ، ليصبح سادس فوز في تاريخ الشركة ، من أصل عشر جوائز أوسكار رسومية قدمتمنذ عام 2001 .
- كولين فيرث حصد جائزة أفضل ممثل من منافسه "جيف بريدجز" ، وهو الوضعالمعكوس لما حدث العام الماضي حين حصل عليها بريدجيز من أمام فيرث
- كانت لحظة صعود ناتالي بورتمان على المسرح لحظة مميزة ، نظراً للاستحقاق الشديد في الفوز الذي يتحقق في دورها هنا ، وكانت إشارتها للمخرجين الذين ساهموا في إعلاء مسيرتها - وبخاصة مايك نيكولز - من أجمل اللفتات خلال خطابات الحفل .
- أكثر الخطابات التي أعجبتي بعد الفوز كان خطاب المخرج توم هوبر ، حيث بدأ بتحيةالمشاركين معه في العمل مؤكداً على أنه و جيفري راش وكولين فيرث (مثلث رجالي أدىلنجاح هذا العمل) قبل أن يوجه كلامه ل هيلينا بونهام كارتر بطلة الفيلم مازحاً"لا تغضبي مني يا هيلينا" ، ثم ختم خطابه متحدثاً عن والدته التي كانتصاحبه الفضل في اختياره لهذا العمل تحديداً كي ينفذه .. وهي اللحظة التي بدت مؤثرةبشدة وانتهت بجملته "ما المُستفاد من كل هذا .. اسمعوا كلام أمهاتكم" .
- كانت إطلالة سبيلبيرج في الختام لتقديم أوسكار أفضل فيلم ذكية ، خصوصاً في كلمتهالتي أحببتها بشدة : "لدينا الآن 10 مرشحين لجائزة أفضل فيلم ، واحد منهمسيفوز وسينضم لقائمة تضم "On the Waterfront"و"Midnight Cowboy"و"The Godfather" و”TheDeer Hunter” ، وتسعة آخرين سينضمون لقائمة تضم "The Grapes of Wrath"و "Citizen Kane" و"Raging Bull" .. فهنيئاًللاثنين" .. ما أجمل الاحتفاء بالسينما !
- بعد حصده لجائزة أفضل مخرج حسم "خطاب الملك" الأمر لصالحه إلى حدًّكبير ، لذلك كان صعود فريق عمله إلى المسرح وبصحبتهم ثلاث جوائز رئيسية – ممثل .. سيناريو.. مخرج – شيء منطقي وختام جيد لعام سينمائي شديد التميُّز .