لم يكن مقتل الشاب السكندري خالد سعيد مجرد حادث عابر للتأكيد على ما وصل إليه النظام السابق من جبروت واستهانة بحياة المصريين ، ولكنه كان نقطة هامة وأساسية في إنطلاق الثورة المصرية ، فالفتى المصري طيّب الملامح أثر في عشرات الآلاف الذين يشبهونه ، ورأوا أنه من الممكن أن ينالوا ذات المصير ، فالتفوا تحت يافطة تسمى "كلنا خالد سعيد" ، وسرعان ما أصبح هؤلاء الشباب الذين عاشوا عمرهم بعيدين عن السياسة هم أساس الثورة التي قامت بعد رحيل خالد بسبعة أشهر .
عن هذه الأفكار قرر السيناريست محمد سمير مبروك أن يكتب فيلماً عن ثورة يناير يحمل اسم " إقالة شعب" ، يدور بالتوازي بين الأحداث التي تلت الخامس والعشرين من يناير وحياة خالد سعيد ومماته ، ليكون شاهداً على العصر الذي ولدت من خلاله الثورة ، والطبقة الاجتماعية والسنية التي أشعلتها .
وقال مبروك في حديثه لصحيفة «المصرى اليوم»: «بعد تنحى الرئيس السابق عن الحكم فكرت فى كتابة فيلم عن الثورة، ووجدت الناس كلها تتحدث عن الثورة بشكل مباشر، وقررت أن أبدأ الحكاية من نقطة مقتل خالد سعيد، وذهبت إلى أسرته فى الإسكندرية وتقابلت مع خاله الدكتور على قاسم، وعرضت علية فكرة عمل فيلم عن خالد، ورحّب بالفيلم جدا وطلب منى أن أنشر الحقائق عنه بعيدا عن المعلومات المغلوطة التى نُشرت فى بعض الصحف، وأن تكون أسرته هى مصدر المعلومات الأساسية فى الفيلم، وأمدنى ببعض المعلومات والمستندات منها تزوير الأحكام ورغبة الداخلية فى إثبات أنه تاجر مخدرات، وطلبت من الدكتور قاسم صوراً من هذه المستندات كى تكون معى كركيزة أساسية لدىّ أثناء كتابة السيناريو، وحتى أبنى الفيلم على حقائق ومستندات دون أن أتلاعب بالموضوع أو أتجنى على أحد، وقد اكتشفت أثناء جلساتى مع أسرة خالد سعيد أنه كان مسالما جدا، فهو يهوى الصيد ويربى 8 قطط شيراز ويهوى العزف على البيانو، ومن المستحيل أن تكون هذه الشخصية تتاجر فى الحشيش، وقد حاولت أن أتوصل إلى الضابط محمد عتمان الذى أوصى المخبرين بضرب خالد حتى الموت، لكننى لم أتمكن من ذلك».
وعن المرشحين لبطولة العمل قال سمير أنه تحدث مبدئياً مع عدد من النجوم الذين أبدوا حماسهم الشديد للمشاركة في عملٍ كهذا ، كذلك بعض شركات الإنتاج التي حادثته رغبة في تقديم العمل ولكنه لم يتم الاتفاق حتى الآن مع أيّ منهم .