قالت بسمة أن الثورة المصرية لم تقم فقط من أجل "لقمة العيش" كما يحاول البعض الترويج لها ، ولكنها قامت بالأساس من أجل الكرامة والحرية والعدالة والقيم الإنسانية الأخرى التي تكفل حياة كريمة ، ولهذا السبب تحديداً شارك فيها الشعب المصري بكل طوائفه ، وأصبحت ثورة شعبية شاملة .. حيث المثقفيين والأميين .. الأغنياء والفقراء .. الشباب والكبار ، فقد كدنا جميعاً أن نختنق لولا تلك الثورة التي أعادت الأكسجين إلى الجو بعد أن وصلت نسبة التلوث والفساد لدرجة تبيد كل شيء .
وعن مدى خوفها من قدرة النظام السابق على التنكيل بها في حالة استمراره وفشل الثورة ، وبخاصة أنها كانت أحد أكثر الوجوه النسائية حضوراً طوال أيام اعتصام التحرير ، قالت بسمة في حوار مع جريدة المصري اليوم : " طبعاً خطر على بالى كل أنواع المخاوف ، ولكني لم أكن أفضل من المصريين الذي ذهبوا إلى الميدان ، فقد كنت أستمد الشجاعة منهم ، بخاصة بعد أن مررت بعدة مواقف جعلتني أكثر تصميماً ، أولها حين شاهدت بعينى جثة أحد الشهداء الذى أطلق عليه القناصة رصاصة قتلته أمام وزارة الداخلية.. كم كان هذا مشهداً مهيباً.. فلأول مرة فى حياتى أرى مشهدا كهذا، ولم يكن ببالى أنه سيأتى يوم أرى فيه جثة شاب مصرى شهيد.. هذا جعلنى أبكى وأرتجف وأصر على الاستمرار فليست حياتى أغلى من دماء هذا الشاب وتحول الأمر إلى ثأر لدم الشهداء، بالإضافة للهدف الأكبر وهو التغيير.. وزاد حنقى وسخطى بعد «موقعة الجمل» وهجوم البلطجية علينا والمذبحة التى رأيتها تحدث أمام عينى.. وقتها شعرت بأننا لا يمكن أن نتراجع فنحن نواجه نظاماً وأشخاصاً عتاة فى الإجرام، ومن العته أن نترك هؤلاء يحكموننا بعد اليوم" .
وأكدت بسمة أنها لم تتعاطف مع الرئيس المخلوع حسني مبارك في أي لحظة ، فكونه بطلاً للحرب لم يغير من أن نظامه كان فاسداً ، وكونه كبير في السن ومريض لم يهزها ، حيث قالت"لم أتعاطف معه للحظة ، لأننى شاهدت بعينى أجمل شباب مصر يموتون أمام عينى، شاهدت فساداً ورشاوى ومحسوبية وظلماً وأمراضاً، لذلك لم أتعاطف معه لحظة ولن أتعاطف مع من ظلمنا فى عهده وقتل شبابنا بقناصته ورفض التنحى من أجل التمسك بالكرسى ولتحقيق مشروع التوريث" .