كان له تفكير مختلف عن باقي نجوم الكوميديا، حيث كان يبحث عن الكوميديا السياسية التي يناقش من خلالها مشاكل الشباب وما يعانونه من حالة عدم توازن في المجتمع الذي كنا نعيشه وكان دائمًا يحاول من وقت لآخر أن يبحث عن سيناريوهات وأحيانًا يقوم بكتابتها ليقدم شكلاً مختلفًا من السينما التي تعبر عن أفكاره الثورية، وعندما قامت الثورة كان أحمد عيد من أوائل الموجودين في ميدان التحرير كما يقول في حواره مع "السينما . كوم"، وظل لما يقارب 18 يومًا يواجه النظام الفاسد الذي طالما رفضه في أفلامه التي حاولت أن تفتح عيون الناس على الحقيقة التي عرفوا أبعادها أخيرًا..
* ما رؤيتك للثورة المصرية وما ينتظرها خلال الأيام المقبلة؟
- بدايةً أقول إن الثورة لم تنته بعد لأنها لم تحقق كل أهدافها، ولكنني أفتخر الآن لأنني مصري، وأستطيع أن أرفع رأسي بعد أن حنيتها كثيرًا، وأنا سعيد لما تحقق حتى الآن وأتمنى أن تعيش مصر حياة سياسية ومجتمعية في أفضل ما يكون.
* ألا ترى أن الفترة طالت بعد الثورة حتى وصلت الأمور إلى ما هي عليه من خلال تولي د.عصام شرف رئاسة الوزراء؟
- لم أكن أقف إلى جانب أن تطول هذه المدة لأنها ساهمت في العديد من المشكلات كالاعتصامات المتكررة وظهور البلطجية مرة أخرى إلى جانب الأمور السخيفة التي نسمع عنها كل يوم عن خوف الشرطة من نزول الشارع وغيرها من الأمور التي أدت إلى ظهور الفوضى مرة أخرى، وهو ما كنا نرفضه ونحاول دائمًا أن ننوهه إليه، ولكن لا حياة لمن تنادي، فعندما كنا نقول الآن ونطلب التغيير الفوري، هذا لأننا نعلم أبعاد الأمور؛ ولكن أنا أعلم أن التغيير الكامل لن يحدث إلا بعد تسليم السلطة لرئيس جديد وتبدأ كل الإصلاحات، وأتمنى من الجيش المصري أن يستمر في تحقيق وعوده بالوقوف إلى جانب الثورة الحقيقية ومحاولة إبعاد الشوائب التي يحاول أن يثيرها بقايا النظام القديم مثلما حدث الأيام الماضية، وأتمنى أن يظل الجيش على موقفه حتى النهاية.
* لماذا كنت ترفض النظام السابق؟
- لقد كان نظامًا دكتاتوريًّا بيروقراطيًّا وكل شيء فيه سيئ جدًّا، لقد أساءوا إلى شعب مصر ودمروا خيرات وثروات البلد ونهبوها ..ومبارك هو المسئول الأول لأنه رأس النظام ويتحمل كل العقبات والتصرفات التي قام بها من حوله، ويكفينا 30 عامًا من الحكم المستبد والغبي.
لقد عانيت من النظام السابق كثيرًا، فقد كنت أهتم بالجانب السياسي في معظم أعمالي الأخيرة، وكثيرًا ما رفضت الرقابة أجزاء ومشاهد منها وأحيانا أعمالاً بالكامل، ولم أستطع أن أتحدث عن الشرطة أو السلطة في السابق لأنه كانت هناك كما يقال خطوط حمراء، إلا أن هذا سيزول في الدولة الجديدة حتي يمكننا أن نظهر العيوب ليتم تلافيها.
* ماذا عن هجومك على أشرف زكي وسيد علي وهناء السمري؟
- أشرف زكي كان لابد من أن يقال لأنه حاول أن يغير موقفه وكلامه، وأنا على استعداد إلى أن أسامحه ولكنني اقول له إن المواقف لا تنسى، أما بالنسبة لسيد علي وهناء فقد استفزاني وجعلاني أخرج عن شعوري وأقوم بمداخلة تليفونية معهما فقد تملكني غضب شديد بعد أن شاهدت حلقةً لهما.
وبعد تنحي مبارك لم أستطع أن أصبر ورفضت ما يحدث من تحول غريب في ردود الأفعال، فهناك أشخاص أنا أعرفهم جيدًا يخالفونني الرأي ويحبون مبارك وأنا أحترمهم لأنهم ثابتون على موقفهم منذ البداية.
وهناك العديد من الفضائيات المحترمة التي كنا نتابعها ومنها الجزيرة، فقد كانت تعتمد على الصورة الحية الواقعية على عكس الفضائيات المصرية فلا توجد أية قناة فضائية نقلت الأحداث بواقعية أو مصداقية، فكلهم كانوا سيئين، وإن كانت منى الشاذلي حاولت أن تكون متوازنة بعض الشيء.
* نفى أحمد السقا واقعة طرده من ميدان التحرير، ماذا حدث إذن في رأيك؟
- الشباب كان لديه موقف من أحمد وتعرض لانتقاد شديد بالفعل عندما حاول دخول الميدان لأنه للأسف لم يكن واعيًا لما يقوله تمامًا أثناء استضافته في أحد البرامج ولكن في النهاية أحمد لم يسئ للثورة مثلما فعل آخرون من الفنانين، ولكنه تأخر في المجيء إلى الميدان، أما تامر حسني فقد كان يحاول أن يتكلم بعاطفته من خلال المداخلة التي قام بها على التلفزيون المصري، فكانت كارثة ومعظم الفنانين الذين تحدثوا وأساؤا للثورة غلبت عليهم العاطفة العمياء وهي كارثة، وهذا قصر تفكير منهم وإساءة لن تغتفر لهم لأن المواقف الكبيرة لا تنسى مهما حدث.