يشارك الفيلم الوثائقي "لا خوف بعد اليوم"، الأول من نوعه عن "ثورة الياسمين" في تونس للمخرج مراد بن الشيخ، ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان "كان" السينمائي، الذي يُقام من 11 إلى 22 مايو المقبل، وفق ما أعلن المنتج التونسي حبيب عطية.
وقال عطية لوكالة "فرانس برس" السبت 30 إبريل "القائمون على المهرجان اختاروا الفيلم للمشاركة في المسابقة الرسمية للفوز بالكاميرا الذهبية"، ما اعتبره "فرصة هامة ومشاركة تبعث على الافتخار بالنسبة للمخرج والمنتج ولتونس كلها".
وشدد على أن أهمية هذه الفرصة تكمن في أنها "تأتي بعد غياب طويل للسينما التونسية في هذا السباق"، مذكرا بأن "آخر مرة شاركت فيها تونس في المسابقة الرسمية تعود إلى أكثر من عشر سنوات من خلال فيلم (موسم الرجال) لمفيدة التلاتلي".
وفي السياق ذاته سجلت وزارة الثقافة التونسية "اعتزاز قيمة حضور تونس في هذه التظاهرة السينمائية الدولية العريقة"، واصفة المشاركة "بالحدث المتميز".
واعتبرت الوزارة أن "مساندة الأعمال الفنية التونسية تحقق الإضافة النوعية والإشعاع الثقافي" لتونس ما بعد ثورة الياسمين.
وفيلم "لا خوف بعد اليوم" إنتاج مؤسسة "سيني تي لي فيلم" أكبر شركة إنتاج في تونس منذ تأسيسها مطلع الثمانينات على يد الراحل أحمد بهاء الدين عطية.
ويتناول الفيلم على مدى 73 دقيقة يوميات شخصيات وطنية وحقوقية وإعلامية ونشطاء سياسيين ومواطنين عاديين خلال الثورة الشعبية، التي شهدتها تونس اعتبارا من منتصف ديسمبر الأول الماضي، التي أدت إلى الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي في 14 يناير الثاني.
ومن بين هذه الشخصيات راضية النصراوي المحامية والناشطة في مجال حقوق الإنسان، والمدونة لينا بن مهني، والصحفي كارم شريف وأفراد عائلته.
وبدأ المخرج التونسي تصوير المشاهد الأولى للفيلم قبل أيام قليلة من فرار الرئيس التونسي من البلاد، واستمرت عملية التصوير حتى 15 إبريل.
ودرس مراد بن الشيخ الفنون الجميلة قبل أن يتخصص في السينما، ومن أعماله التسجيلية "السينما في البلدان العربية" 1997م، و"حكايات المتوسط" 2007م، كما أخرج فيلمين قصيرين "راعي النجوم" و"الغفران جنة وجحيم".
وتنظم الغرفة النقابية الوطنية لمنتجي الأفلام بدعم من وزارة الثقافة والمحافظة على التراث التونسية بالمناسبة جناحا للتعريف بتونس "كوجهة ملائمة لتصوير الأفلام الأجنبية"، ولقاءات بين السينمائيين والمهنيين التونسيين ونظرائهم في مختلف أنحاء العالم حول أعمالهم السينمائية؛ للتعريف بمختلف التظاهرات السينمائية في تونس ومن أبرزها أيام قرطاج السينمائية، التي ستُقام في خريف عام 2011م.
وفي البرنامج أيضا تكريم لـ"أبي السينما التونسية" الراحل طاهر شريعة مؤسس أيام قرطاج السينمائية في عام 1966م، أعرق التظاهرات السينمائية العربية والإفريقية، الذي غيبه الموت في الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني 2010م عن عمر يناهز 83 عامًا.
وسبق لمهرجان كان أن احتفى بالسينما التونسية في مناسبات عديدة لا سيما عام 2006م ضمن قسم "كل سينمات العالم"، الذي يهدف إلى إبراز الخصوصية الثقافية للإنتاج المحلي.