أقدمت إحدى دور النشر الفرنسية على نشر المجموعة الكاملة من خطابات الحب التي بعثت بها المطربة الفرنسية الراحلة إيديث بياف إلى عشيقها بطل سباق الدراجات لويس جيراردين. وكانت المغنية الفرنسية على علاقة غرامية مع جيراردين استمرت عشرة أشهر، وقد انعكست حرارة هذه العلاقة في عدد من الخطابات التي حفلت بعبارات عاطفية منمقة، كما كانت حافلة أيضًا بالأخطاء الإملائية والشطب.
يذكر أن جيراردين لم يكن آنذاك عشيقها الوحيد إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها نشر مثل هذه الخطابات الحارة الصادرة عن القلب التي كتبتها المغنية الفرنسية، والتي كانت معروفة باسم بياف المتشردة نسبة إلى انتقالها من عالم التشرد في شوراع باريس إلى عالم النجومية العالمية خلال فترة الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين.
وفي مطلع عام 1952، كتبت بياف في أحد تلك الخطابات تقول "لقد امتلكت قلبي كما لم يفعل رجل آخر ولقد منحتك ما لم أمنحه لأحد من قبل ألا وهي نفسي". وكان غيراردين هو محور عواطف بياف خلال الفترة من تشرين الثاني/نوفمبر 1951 وحتى سبتمبر 1952 ، وشهدت تلك الفترة كل ما كتبت بياف إلى عشيقها الذي كانت تلقبه باسم "توتو"والتي تصل إلى ما يزيد عن 50 خطابًا.
وفي أحد هذه الخطابات كشفت عن رغبتها في أن تحمل طفلا من جيراردين. كما عرضت عليه أن تعتزل الغناء لكي تكون إلى جواره، والسمة في خطاباتها هي إحساس خفي بعدم الأمان والإحباط وأن الحب ليس أخذًا وعطاء بالمعنى الكامل. وكتبت أيضًا في خطاب يوم 25 يناير عام 1952 تقول لعشيقها "يسعدني أن تكتب إليّ ولكن لا أطلب منك أن تكتب إذا كان ذلك يضايقك".
ونسبت تقارير صحافية إلى جيراردين قوله عن عشيقته "48 ساعة مع بياف تصيبك بإنهاك وتعب يفوق جولة في سباق دراجات فرنسا الشهير الذي عادة ما يستمر ثلاثة أسابيع متواصلة". وكانت العلاقة بين بياف وجيراردين قد بدأت بعد سنتين من وفاة الملاكم مارسيل سيردان في حادث تحطم طائرة والذي كانت تعتبره العشق والحب الكبير في حياتها. كما كشف خطاب آخر عن علاقة غرامية أخرى مع الممثل اليوناني ديميتريس هورن والذي كتبت إليه خطابًا ملتهبًا عام 1946، وذلك أثناء ارتباطها بعلاقة مع المغني الفرنسي إيفيز مونتاند، وقد تم بيع هذا الخطاب بمبلغ 1500 يورو في مزاد في اليونان عام 2009.
وفي العام نفسه دفع أحدهم مبلغ 67 ألف يورو مقابل الحصول على خطابات بياف إلى غيراردين الأصلية في مزاد أقيم في صالة كريستي للمزادات. وكانت دار نشر بيرنارد جراسيت قد قامت بنشر تلك الخطابات آواخر الشهر الماضي أبريل في كتاب يحمل عنوان الحب الأزرق "My Blue Love". ويذكر أن بياف التي نشأت في بيت دعارة، والتي ظلت تعاني من إدمان المخدرات والكحوليات بعد وفاة ابنتها، كانت قد توفيت عام 1963 عن عمر يناهز 47 عامًا بعد صراع مع مرض السرطان. وفي آخر خطاب بعثت به إلى جيراردين من الولايات المتحدة أبلغته بنبأ زواجها متمنية أن يظلا أصدقاء.