عشرون فيلماً سينمائياً ينافسون على أن يكون أحدهم هو "فيلم السعفة" لدورة هذا العام من مهرجان كان ، وعلى الرغم من أن الفيلم الفائز غالباً ما يكون مفاجأة حقيقية لمخرج يُطْلِق نجوميته من هناك ، إلا أن الأسماء الكبيرة تبقى - في بداية المهرجان على الأقل - هي الأكثر انتظاراً والأقرب - نظرياً - للفوز .. حتى مع تصريح روبرت دي نيرو"رئيس لجنة التحكيم" بأن لجنته لن تنظر للأسماء أثناء منح الجوائز .
تلك هي الأفلام العشرة الأكثر انتظاراً من بين أفلام كان هذا العام ، ثلاثة منهم سبق لها الفوز بـ"السعفة الذهبية" - واثنين من الثلاثة حازوا عليهم مرتين ! - .
ربما لن يكون الفائز واحداً من الأفلام العشرة .. ولكن في بداية المهرجان وقبل عرضهم للجمهور واستعراض آراء النقاد حولهم .. فهم أكثر ما يُنْتَظَر مُشاهدته بالتأكيد :
The Skin I Live In
يُعتبر المخرج الأسباني الكبير بيدرو ألمودوبار واحداً من صفوة مخرجي كان المضمون تواجدهم دائماً ، ودائماً ما تحمل هذه العودة شيئاً مثيراً للجدل .
عودة ألمودوبار هذه المرة مختلفة ، بعيداً عن سينما المرأة التي برع فيها وصار أستاذها في العالم بلا منازع ، ببطلٍ يحمل شيئاً من النجومية ك أنطونيو بانديراس .. بدور طبيب تجميل يحاول الوصول إلى ابتكار بشرة تتيح لصاحبها الحماية من أي اعتداءات خارجية بعد وفاة زوجته محترقة في حادث سيارة .
Once Upon a Time in Anatolia
بزغ اسم المخرج التركي " نوري جيلان" منذ بداياته ، حيث رشح منذ فيلمه لجائزة السعفة الذهبية للأفلام القصيرة عام 1995 ، قبل أن يعود بعدها بسبع سنوات لينال جائزة لجنة التحكيم الكبرى عن فيلمه "Distant" الذي نال مديحاً نقدياً كبيراً ، ليصبح من وقتها ضمن "مخرجي كان" الذي يذهبون إلى هناك مع كل عمل جديد .
في آخر أعماله فاز جيلان بجائزة أفضل مخرج عن فيلم "Three Monkeys" عام 2008 ، عن قصة تقليدية ولكن أشادت لجنة التحكيم بقدرته الإخراجيه في تحويلها لشيء مبتكر .
وعودته هذا العام في "حدث ذات مرة في أناتوليا" تحمل نفس النزعة التأملية التي ميّزت أفلامه دوماً ، في رحلة تبدو تقليدية بين الطبيعة التركية ، ولكنها تصل بصاحبها لحقائق جديدة ومختلفة عن كل شيء .
The Kid With A Bike
الأخوة داردينيهم مخرجين ضمن قلة قليلة جداً من صناع السينما الذين فازوا بالسعفة الذهبية مرتين في تاريخهم ، المرة الأولى عن فيلم "روسيتا" عام 1999 ، والثانية عن رائعتهم "الطفل" عام 2005 ، وفي كلا الفيلمين بدت سماتهم الواقعية واضحة ، تلك التي جعلتهم يقدمون نوعاً من السينما شديد الخصوصية ، لا ينافسهم فيه أحد .
الأخوة دارديني يعودون إلى كان من جديد ، بعد أن حصدوا في المرة الأخيرة جائزة أفضل سيناريو عن فيلم "صمت لورنا" عام 2008 .
بصمة دارديني واضحة في فيلمهم الجديد "الطفل ذو الدراجة" أيضاً ، هناك قصة بسيطة للغاية عن علاقة حب تجمع بين مراهقة وطفل يبحث عن والده الذي هجره لفترة مؤقتة ، ومن خلال ذلك يخوضون معاً رحلة على الدراجة .
وكالعادة : دارديني مرشحون قريبين دوماً من سعفة ذهبية !
Hara-Kiri: Death of a Samurai
عُرِفَ تاكيشي ميكي دوماً بتقديمه نوعاً مميزاً من سينما الرعب الأسيوي شديد العنف ، ولذلك فعلى الرغم من تقديره على المستوى النقدي والجماهيري ، فإن تجاهله على مستوى المهرجانات السينمائية بسبب طبيعة الأعمال التي يقدمها يبدو طبيعياً .
ولكنه بعد تقديره النقدي الشديد خلال السنوات الأخيرة ، فإنه في ترشيحه الأول لسعفة كان يبدو واثقاً بفيلم أكشن في إطار شاعري عن ساموراي يريد أن يحظى بموتة كريمة ولكنه يجد نفسه منخرطاً في عملية انتقام دموية .
We Have A Pope
ناني موريتي يعود من جديد ! ، واحد من رموز السينما الإيطالية في العشرين عاماً الأخيرة ، وواحد من المتوَّجين بالسعفة الذهبية قبل عشر سنوات عن فيلمه "غرفة الابن" .
دائماً ما كان موريتي يقدم أفلاماً هادئة ، شديدة الذاتية ، عن مذكرات طفولة ، أو وفاة ابن ، أو عشق المراهقة ، حكايات بسيطة عن دوائر صغيرة في العالم .
ولكنه هذه المرة يبدو مختلفاً وأكثر ملحمية ، عن قصة تاريخية تخص الكنيسة بعد موت البابا في روما وتعيين البابا الجديد ، وعلاقة الأخير بالمؤمنين والصراعات التي تشهدها مرحلة دينية حاسمة كهذه ، معبراً في كل هذا عن التذبذب الإيماني الذي يشعر به هو نفسه .
فاز الدنماركي " لارس فون ترير" بالسعفة الذهبية مرتين خلال خمس سنوات فقط ! ، الأولى عن "تكسير الأمواج" عام 1996 والذي يعتبره بعض النقاد "أعظم أفلام التسعينات" ، والآخر عن تحفته "Dancer in the Dark" الذي أخذ به الأفلام الموسيقية إلى مساحة مختلفة لم يذهب إليها أحداً قبله ، ليصبح الرجل واحداً ضمن ستة مخرجين في تاريخ الجائزة يملكون سعفتين ذهبيتين !
ولكن حضور فون ترير الأخير في المهرجان منذ عامين من خلال فيلمه "Antichrist" لم يكن جيداً ، فقد نال هجوماً نقدياً كاسحاً على المستوى المنخفض لفيلمه .
في "ميلونكوليا" هذه المرة .. فون ترير يبدو بعيداً أيضاً - كـ"أنتيكريست" - عن شكل سينما "الدوجما" الذي أطلق شهرته العالمية ، ويقدم - للمرة الأولى - فيلم خيال علمي عن كائنات كوكب تتجه نحو الأرض أثناء احتفال عشيقين بزفافهم ، والتنبؤ بما تحمله جعبة لارس فون ترير في فيلمه الجديد يبدو مستحيلاً ! لذلك فالأفضل أن ننتظر لنرى !!
Hanezu no tsuki
لفتت المخرجة اليابانية "ناعومي كواسي" الأنظار إليها في الدور الستين لمهرجان كان السينمائي عام 2007 حين نالت تقديراً خاصاً لفيلمها "Mogari no mori" وهو ما توج بجائزة من لجنة التحكيم في حفل الختام ، وهذه المرة تحمل نفس الصفات التي ميزت فيلمها الأكثر تقديراً، حيث التعامل مع الموروث الثقافي الياباني وعلاقته بالحياة الحديثة .
LE HAVRE
المخرج الفنلندي أكي كوراسماكي يحكي من جديد أمراً يخص "تغيير الهوية" ، ذلك الذي كان شاغله في أفلامه السابقة ، بما فيها عمله الذي منحه جائزة لجنة التحكيم في كان عام 2002 "The Man Without a Past" .
هذه المرة يستوحي قصة ليو تولستوي عن كاتب شهير يقرر ترك حياة الأدب والذهاب إلى بلدة "لو هارفي" كي يكسب قوته بيديه ، وفي اللحظة التي يبدو فيها قد وصل إلى درجة مريحة من السعادة ، تاركاً كل ماضيه خلفه تصاب زوجته بمرض مزمن يغير حياته من جديد رأساً على عقب .
We Need to talk A Bout Klevin
الفيلم الذي يمثل بريطانيا في مسابقة هذا العام ، قصة إنسانية عن أم تستعيد ذكرياتها مع ابنها المراهق الذي قتل مؤخراً على يد سبعة أشخاص ، لتحاول التوصل إلى السر في كل ما حدث .
المخرجة لين رامزي في عملها الروائي الطويل الأول منذ ثمانية سنوات ، يبدو أن حضورها سيكون جيداً في المهرجان ، خصوصاً في الفئات التمثيلية التي تتعاون فيها مع الأوسكارية تيلدا سوينتون والممثل الكبير جون سي رايلي .
The Tree of Life
أكثر الأفلام المنتظرة في كان ؟ ... نعم
أكثر الأفلام المُرشحة لحصد السعفة الذهبية ؟ ... بالتأكيد
وذلك لأن خامس أفلام الأسطورة والظاهرة السينمائية "تيرانس ماليك" خلال أربعين عاماً هو حدث فني استثنائي، بخاصة حين يصفه مخرجه بأنه "الفيلم الذي تمنى تنفيذه منذ أن بدأ رحلته مع السينما" !
رحلة ملحميّة خلال ستة عقود من حياة عائلة واحدة ، يحاول فيها "الفيلسوف" تيرانس ماليك من جديد استكشاف معنى الحياة، محتفظاً بنفس النفس الشاعري الذي حققه قبل ذلك في أربعة أفلام في أربعة عقود : "Badlands" عام 1972 .. "DaysofHeaven"عام 1978 .. "The Thin Red Line" عام 1998 .. وأخيراً "New World" عام 2006 ، قبل أن يعود هذا العام في "شجرة الحياة" .
الفيلم الذي كان "الأكثر انتظاراً" في دور كان 2010 .. صار الأكثر انتظاراً في دورته 2011 ، بعد أن استغرق ماليك - كعادته - وقتاً طويلاً في المونتاج .
وجود ثلاثة من ممثلي هوليوود ضمن لجنة التحكيم ، من ضمنهم روبرت دي نيرورئيس المهرجان ، بالإضافة إلى خصوصية الفيلم الذي يحمل توازناً مدهشاً بين (الفنية الشديدة) التي يمثلها ماليك .. و(الزخم الإعلامي) الذي يحققه بطلي الفيلم " براد بيت" و" شون بن" يجعل هذا الفيلم هو الأقرب لأن يكون "فيلم السعفة" لهذا العام .. وينضم لستة وستين فيلماً سبق لهم نيل هذا الشرف .