لا أعلم لماذا تتحسس كل القنوات علي المجلس العسكري ولا تنتقده كأننا في النظام القديم تماما وهو الاله الذي لا يخطئ!! اشاهد يسري فودة وابراهيم عيسي ومني الشاذلي وغيرهم والجميع يغض الطرف عن المجلس العسكري كأنهم مش واخدين بالهم من المصائب التي تحدث في ظل ادارتهم للمرحلة الانتقالية. يعني مش عشان عمل صفحة علي الفيس بوك يبقي عداه العيب!!
بالذمة لو كان فيه مجلس رئاسي دلوقتي مش كان زمان الناس طالبت انه يمشي في ظل الهاوية التي نتجه اليها بخطوات ثابتة...فلا امن ولا اقتصاد لا اي خطوة في طريق البناء بالاضافة الي الفتنة الطائفية التي لم نعهدها من قبل والتي يعالجها بنفس اسلوب النظام السابق والدليل هو اعتصام ماسبيرو الذي مازال قائما حتي هذه اللحظة هذا بالاضافة الي حالة الانفلات الأمني التي فشل في حلها المجلس الموقر والتي اشك انه سيصبح انه موقر بعد قرار الافراج عن زكريا عزمي وسوزان مبارك والتمهيد للافراج عن مبارك.
بالطبع يعلم الجميع ان السيد النائب العام هو عبد المأمور فهو لايملك محاكمة كبار الفاسدين مثل زكريا عزمي وصفوت الشريف والرئيس ونجليه بل لا يملك التفكير حتي في الامر بل يأتي له الامر المباشر من المجلس العسكري باسلوب ادبح يا زكي قدره يدبح زكي زفت... وبالطبع لا يملك زكي الافراج عن مبارك وشلته الا بأمر من المجلس...وبمقدار ما سعدنا بالمجلس العسكري عندما ظننا خطئا انه سيحاسب مبارك وعائلته و بمقدار السخط الذي اعترانا عندما رأينا المجلس يفرج في يوم واحد عن الفاسدين الذين عانينا شهور من مظاهرات لسجنهم ولا استبعد ان يفرج علي جمال مبارك ايضا ولا استبعد ان يرشح نفسه لرئاسة الجمهورية.
كل العقلاء ينادون بدولة القانون لكن القائمين علي الامر مصممين علي اقامة دولة الكنافة ...والدليل هو قرار الافراج عن سوزان مبارك بدعوه انها ردت كل ما تملكه وهو اربعه وعشرين مليون جنية والجميع يعلم انها تمتلك المليارات...ثم لماذا ترد مال في حسابها اذا لم يكن مسروق!! ...ولو مسروق تبقي سوزان هانم حراميه وليس من الطبيعي ان نقول للحرامي رجع الفلوس واتكل علي الله روح ....لان من هنا تنشأ دولة الكنافة التي تعاقب حرامي المائة جنيه وتعفو عن حرامية المليارات...كما انه ليس من المنطقي ان تكون حيثيات الافراج عن عزمي انه تخطي السبعين...يعني كأني بقول الناس ...اي حد عدي السعبين يعمل الي هو عايزه...يسرق.. يقتل..ينهب...واهلا بدولة الكنافة.
مصر الان تعاني من انقسامات بين مسلمين ومسيحين و اظن اننا لن نتحمل انقسام آخر بسبب خطاب لمبارك للعفو عنه...لا ينقصنا مظاهرات مؤيدة لمبارك ومظاهرات ضده حتي لا يضيع دم الشهداء الذي قتلهم مبارك...ثم يتكرر السيناريو المعروف بخروج البلطجية وقتله للمتظاهرين كما حدث في التحرير وامام ماسبيرو وغيره...وكله لجل عيون مبارك مع شعار وطظ في الشعب...يجب علي المجلس الاعلي ان يكون حكيم في قراراته ولا يتخذ قرار يقسم المصريين الي نصفين لان الكيل قد طفح واعتقد ان المظاهرات كلها اصبح يشوبها العنف ويقع فيها القتلي والانقسام القادم يعني حربا بين جهتين وليس تظاهرات سلميه كما كنا نري في السابق...لو حدث قرار العفو يبقي المجلس فعلا خربها وقعد علي تلها.
للاجمال ...اذا كانت نية المجلس العسكري هي عمل تمثيلة القبض علي مبارك وفاسدية الكبار لتهدئة الرأي العام ثم عمل تمثيلية اخري لاخراجهم لأن القضاء هو الذي اخرجهم... فأنا اقول التمثلية الثانية لن يصدقها الناس لأن القضاء لم يستقل بعد ونعلم تماما انه يأخذ اوامر عليا ينفذها...يعني بالعربي الشعب لن تكون غضبته علي القضاء بل سيغضب من الفاعل الحقيقي...اذا قرر المجلس العسكري انتاج مسلسل اخراج مبارك واصحابه اذا فهم يعيشون في عهد مبارك عصر الالتواء علي الشعب لكن الشعب لم يعد كسابقه...مجلسنا العسكري الموقر اذا انتجتم هذا المسلسل فالشعب لن يسكت وسيثور ثورة ثانية لكن عليكم هذه المرة ..ولتدفع مصر الثمن.