"أنا فخورة جداً بوجودي بينكم اليوم ، ولكنني في الحقيقة لم أفعل شيئاً ، كان يجب أن يأتي زوجي كي يقف أمامكم .. ولكنه للأسف لم يأتِ !" .. هكذا تحدّثت كريستين كوبريك زوجة المخرج الذي رحل قبل إثنتى عشر عاماً "ستانلي كوبريك" حين وقفت في المؤتمر الصحفي الذي أقيم بمناسبة تكريمه في مهرجان كانبالأمس ، قبل أن تضيف : "كان خجولاً ، لا يُجيد التعامل مع الإعلام ، ولذلك لم يأتِ .. كان غبياً .. كان يجب أن يأتي" .. ليصفق العشرات الذين وقفوا في القاعة لتكريم المخرج الذي يعتبره البعض "أعظم مخرج في تاريخ السينما" .
تكريم كوبريك جاء بمناسبة عرض المهرجان لنسخة مرممة من فيلمه الشهير "البرتقالة الآلية - A Clockwork Orange" الذي أخرجه عام 1971 ، وأُعيد عرضه أمس ضمن قسم "كلاسيكيات كان" ، للتأكيد من جديد على قيمة الفيلم الذي تمت مهاجمته ورفضه وقت عرضه بسبب ما يحتويه من جنس وعنف كان صادماً للمجتمع في ذلك الوقت ، قبل أن تمر السنوات ويتم اعتباره ضمن أهم الأفلام في تاريخ السينما ، وأحد أهم الأفلام "السياسية" و"النفسية" التي تُحَلّل علاقة الفرد بالمُجتمع من ناحية .. وعلاقته بالمؤسسة القمعي من ناحيٍة أخرى .
الفيلم الذي اعتبره معهد الفيلم الأمريكي (AFI) ضمن أفضل خمسون فيلماً في تاريخ السينما ، قام ببطولته الممثل مالكوم ماكدويل ، الذي لم يقدم فيلماً سينمائياً هاماً بعد هذا الفيلم ، وقد حضر إلى كان بالأمس ليحضر الشيء الوحيد الذي سيتذكره العالم عنه ، ويعترف بذلك قائلاً : "لا أعرف أين ذهبت الأربعين عاماً الماضية ؟ ، ماذا كنت أفعل ؟ .. حقاً لا أعلم ، ولكني فخور حقاً أنني قد وقفت أمام كاميرا ستانلي كوبريك في يومٍ ما" .