ثور : شكسبير من خلف نظارة ثلاثية الأبعاد !

  • مقال
  • 09:17 مساءً - 21 مايو 2011
  • 5 صور



صورة 1 / 5:
هوبكنز .. الصورة المثلى لـ"الملك لير"
صورة 2 / 5:
ثور "الأرضي" بصحبة حبيبته
صورة 3 / 5:
حضور كالطيف من ناتالي بورتمان
صورة 4 / 5:
الأفيش الرسمي لفيلم ثور
صورة 5 / 5:
المخرج كينيث براناه أثناء تأديته لدور "هاملت" في الاقتباس السينمائي الأكثر مديحاً لواحد من أشهر عُشَّاق شكسبير السينمائيين

يعرف مُحِبّي المسرح جيّداًأن الشيء العظيم بشأن الكاتب الإنجليزي الأهم "وليام شكسبير" لم يكن في"التّيمات" الدرامية التي يستخدمها ، والتي كانت مُستمدة في أغلبها منالمسرح الإغريقي القديم ، بل كان الأمر بكامله يتعلَّق باللغة ، وبكيفية تكثيف"شِعْريّة" تلك اللحظات التي يمر بها شخوصه ، ورغم ذلك فإن"تيمات" شكسبير تلك هي ما أنقذت الفيلم الثاني عشر للمخرج كينيث براناه" ثور" ، وجعلته واحداً من أنجح أفلام هذا العام حتى الآن .

براناه هو واحد من أشهر عشَّاق شكسبير السينمائيين على مرّ التاريخ ، جنباً إلىجنب مع أورسون ويلز ولورانس أوليفييه و أكيرا كوراساوا ، وبخلفيته المسرحية التيجاء بها من خشبات بريطانيا ، قدّم سينمائياً خمس اقتباسات هامة لمسرحيات شكسبير ،ضمنهم النسخة السينمائية الأكثر مديحاً من تحفته الأهم "هاملت" ، ولكنخلاف ذلك .. وحتى في الأعمال التي لم تكن مُقتبسة رأساً من مسرحيات شكسبير ، فإنهيبقى مسيطراً على رأس "براناه" دائماً ، وهو ما يحدث في فيلمهالهوليوودي الأول ذو الميزانية الضخمة "ثور" .. والذي يضع فيه روحاًشديدة الخصوصية من "الملك لير" .

في النصف ساعة الأولى من الفيلم المقتبس من "قصة كوميك" شهيرة تحمل نفسالاسم ، شعرت بأن "براناه" قد فقد بوصلته تماماً ، وأن 150 مليون دولارقد ذهبوا هباءً ، وذلك لأن مقدمة العمل تعتمد تماماً على "الأكشن" الذيبدا رتيباً جداً بالنسبة لي ، وبدا أن براناه – مخرج المسرح بالأساس – هو أبعد مايكون عن خلق "أكشن" مثير وفانتازي بين محاربين أسطوريين ووحوش الثلج ! ،نظرت لمن بجانبي في قاعة السينما من وراء نظارة ثلاثية الأبعاد .. وقلت بكلماتيقينية "براناه اتجنّن!" !!

ولكن ما يحدث بعد ذلك أن الفيلم يخرج قليلاً من عباءة الأكشن التي بدأ بها ،ويتحرّر من ولاءه لقصة الكوميك المُقْتَبَس منها ، ويتحرّك الرجل نحو صُلب مايجيده ، وتبدأ "تيمات شكسبير" المحببة – له ولي ! – في أخذ وضعها : عنمُحارب أسطوري يدعى "ثور" على وشك أن يصبح ملكاً لعالم"أسكارد" ، ولكن غرورة بالإضافة إلى غيرة أخيه منه ورغبته في أخذ مكانهيدفعان أبوه "الملك أودين" لنفيه بعيداً عن عالمهم إلى"الأرض" ، ويضع شرط عودته في أن يستحق القوة التي يملكها بالفعل ، وهناك يلتقي بحضورٍ كالطيف من النجمة الحاصلة الأوسكار مؤخراً " ناتالي بورتمان" ، وعبرأسطورية ما يحدث .. والنفس الكوميدي الإنجليزي الجيّد الذي يصبغ به"براناه" لحظات محارب قديم على الأرض ، يجعل من هذا الفيلم ممتعاًَويستحق المُشاهدة بالفعل .

لا يوجد في الفيلم شيئاً شديد الصلابة ، لا يوجد خطاً مُدهشاً أو تشعر أنّك لمتشهده من قبل ، هناك العديد من الكليشيهات ، بالإضافة إلى الرّتابة البصريةالموجودة في العمل والتي تجعلني أوقن أن براناه ليس إطلاقاً المخرج الذي تضع فييده مائة وخمسين مليون دولار ، ولكن ما ينقذ فعلاً كل هذا هو "التيماتالدراميّة الكلاسيكية" الجاذبة التي يحملها العمل : علاقة الملك بابنه ، والحكمةالتي يجب أن يتحلّى بها "ملكاً" والتي تختلف عن القوة التي يملكها"محارباً" ، عن لحظات التغيّر في المراحل الانتقاليّة ، عن غيرة الأخوةووفاء الأصدقاء ، عن "عودة الملك إلى أرضه كي يسترد المُلك" ، عن روحشكسبير والملك لير وتجسيد أنطوني هوبكنزكصورة مُثلى لما يجب أن يكون عليه اقتباس خاص لـ"لير" .. حتى لو مَرّ عبر قصة كوميك .

التقييم : 6 من 10



تعليقات