تقابله في البيت، في الشارع، في العمل يومياً، لأنه يشبه أخاك، اباك، صديقك أو حتى زميلك في العمل، ولكنه لا يشبه أي فنان أخر، إنه صبري فواز الممثل والمخرج والشاعر المصري الأصيل، حفيد ذلك الكاتب المصري العظيم، الذى أورثنا الفنون.
ذلك الثائر منذ الصغر، والذي منعته مبادئه وأراؤه من أن يتبوأ مكانة تستحقها موهبته، فبقى بعيداً عن الأضواء، مكتفياً بتلك الرأس المرفوعة في عزة وكرامة، بعيداً عن شهرة زائفة تكسر النفس وتذلها.
ليترك في أدواره القليلة علامات لا تخطئها العين، ولا تنساها الذاكرة.
كان طبيعياً أن يحتل مكانه في ميدان التحرير كما اعتاد دائماً، مختلطاً بملح الأرض وناسها، متوارياً عن أضواء يكرهها، رافعاً سيف الحق مكتفياً بظله، بعيداً عن كاميرات قنوات الأخبار، هازماً لحظات يأسه بأبيات من شعره وشعر أسلافه العظام صلاح جاهين و نجيب سرور.
صبري فواز ذلك الفنان الذي ما ان تجالسه، حتى تشعر أن روحك تغتسل بين يدي أحد الرجال الذين عشقوا الحق فوهبوه أنفسهم دون انتظار لمقابل أو ثمن.
ولان لكل امروء نصيب من اسمه فصبري فواز ، الذي صبر معتصماً بالحق حتى رأى النصر بعينيه، يستحق الأن أن يتذوق طعم الفوز، كثائر حق منتصر، وان عاندته الفلول قليلاً.
ذلك الفنان الذي تعطيه أخلاقه عن جدارة لقب "مجدع" وهو لقب احتارت في ترجمته اللغات الأخرى وتوقفت عاجزة عن معنى كلمة "جدع" وما يرادفها، يفوقها صبري بكل ماحواه من "مجدعة" ابن البلد المصري الحقيقي الذي تميز به جيداً الغث عن السمين.