أقيلت رئيسة التلفزيون الحكومي السوري ريم حداد عن موقعها، وعين مكانها زميل لها يدعى معين صالح، بينما نقلت إلى منصب أقل شأناً، وذلك بعد تزايد الانتقادات العالمية التي تسخر من تصريحاتها التي تتعلق بالأحداث في بلادها، والتي وصفتها وسائل إعلام غربية بأنها "مثيرة للسخرية". فقد اشتهرت ابنة الدبلوماسي بلقب "سالي الهزلية" بعد سلسلة من التعليقات الغريبة والتي قالت في أحداها إن القوات التي ترهب السكان ليست قوات الجيش وإنما "جماعات مسلحة سرقت ملابس الجيش"، وإن اللاجئين السوريين يعبرون الحدود التركية "ليزوروا أقاربهم هناك"، مفسرة موقفهم بأنهم "أشبه بتصرفك عندما تجد مشكلة في شارعك فتقرر زيارة أمك التي تسكن في الشارع المجاور حتى تهدأ الأمور". وذكّرت ريم حداد الرأي العالمي بمحمد الصحاف المتحدث باسم الرئيس العراقي السابق صدام حسين، والذي وقف لينفي اجتياح القوات الأميركية مطار بغداد بينما كانت التقارير الصحافية تبث من داخل المطار الممتلئ بالدبابات.
وأفردت صحيفة "التايمز" اللندنية نصف صفحتها الثالثة الورقية، لصور حداد، وتحت عنوان"يهربون؟ يا إلهي.. لا.. هم فقط يزورون الماما، تقول الناطقة"، وعلقت: "بينما تظهر الصور الآتية من سوريا مشاهد رعب، الوجه الذي يقدمه النظام للعالم، هو وجه امرأة (تتحدث) بلكنة بريطانية مصقولة، تنفي الاعتداءات بشدة. الظهور الإعلامي المتكرر لريم حداد، واحدة من المسؤولين السوريين القلائل التي ترد أسئلة من الصحافيين، يبدو أنها محاولة لوضع وجه مقبول للقمع الوحشي".
وبدوره، نقل موقع "داماس بوست" الإلكتروني قبل "توضيحا" من حداد للتصريحات التي أدلت بها للتلفزيونات البريطانية، وقال نقلا عنها "إن السبب الوحيد لمغادرة العائلات من جسر الشغور إلى تركيا في الآونة الأخيرة، هو الهرب من الجماعات المسلحة وليس من الجيش الذي لم يكن قد دخل المدينة في وقت التصريح (للقنوات البريطانية)، كما لم تكن قد أقيمت أي مخيمات على الحدود في ذلك الوقت".
إلا أن تصريحها التوضيحي أيضا يحمل الكثير من المغالطات، إذ إن الجيش كان قد وصل على أطراف المدينة عندما أدلت بتصريحاتها الأسبوع الماضي، وهي اعترفت بذلك بنفسها عندما قالت ردا على سؤال عن دخول الجيش: "لا أعرف إذا كان الجيش سيدخل، ما أعرفه أن الجيش يحيط بالمنطقة، ولم يدخل بعد". وكان الآلاف من أهالي جسر الشغور قد غادروا المدينة إلى تركيا حيث استقبلهم الأتراك في مخيمات شيدت خصيصا لهم. وفي صباح اليوم نفسه الذي أدلت فيه حداد بتصريحاتها، كانت السلطات التركية
تؤكد أن عدد اللاجئين السوريين قد وصل إلى 2400 لاجيء.