عندما قرر الله اختصار الأنوثة ولدت سعاد حسنى البابا في حي بولاق في احد ليالي شتاء القاهرة عام 1943، والتي اشتهرت فيما بعد بـ"سندريلا الشاشة العربية" سعاد حسني، تلك المرأة الحلم التي داعبت خيال كل رجل، ومرت في أحلامه شاء أم أبى، تلك الفنانة العبقرية التي قدمت كل الأدوار واتقنتها، فعشقتها الشاشة وعشقها الجمهور.
اكتشف مصادرها منذ الصغر فكانت إلهاما للبراءة والشقاوة والحب والجنس، وحتى المعاناة والألم.
وان كانت سندريلا في قصتها الأصلية قد عانت من زوجة الأب الشريرة، التي فضلت بناتها عليها، حتى اضطرتها للعمل كخادمة، الا أن حضرت حفلة الأمير بمساعدة ساحرة طيبة لتبهر الجميع، وغادرتها مسرعة في موعدها الساعة الثانية العاشرة صباحا تاركة حذائها، ليستدل به الأمير عليها فيما بعد.
فان سعاد حسني عانت تماما من الدنيا كزوجة أب شريرة، بكل ظروفها القاسية التي منعتها من التعليم، وجعلتها تعاني من شظف العيش، الا أن ساعدها ساحرها الطيب عبدالرحمن الخميسي في تقديمها الى مملكة السينما، لتبهر الحضور بكل ما تملكه من موهبة وأنوثة.
ولتعلم نفسها بنفسها، وتثقفها أيضاً بمعرفة استاذها الثاني صلاح جاهين، لتغادرنا مسرعة بطريقة مفاجئة أيضاً هذه المرة مثل سندريلا تماماً، ولكن دون موعد محدد، رحلت سعاد تاركة افلامها نستدل بها عليها، وان كنا لن نجدها جسداً، إلا أنها ستبقى دائماً رمزاً للفن والأنوثة، عاش حلما، ورحل لغزاً .