عرض ''الشبيه'' .. رؤية مسرحية لثقافة الإختلاف والقهر في مجتمعنا

جانب من المسرحية

ضمن فعاليات المهرجان التاسع للشباب المبدع الذي ينظمه المعهد الفرنسي بالقاهرة وفي ظل المسابقة الرسمية تنافس وبقوة العرض المسرحي ( الشبيه ) مع خمسة عروض أخرى وأستطاع أن يحصد جوائز المهرجان كأحسن عرض وأحسن إخراج .. لمخرجه الشاب محمد يحيى.
بثلاث مصطلحات إجتماعية متداولة على ألسن الجميع نجد أنها تشكل البناء الدرامي للنص المسرحي ( الشبيه ) الذي أبدعته الكاتبة بديعة الراضي من المغرب وصممته على نحو جديد مميز عن أي نص مسرحي سابق ..
الديمقراطية – حقوق الانسان – حرية الرأي والتعبير .. ثلاث ركائز بمفاهميها الجديدة التي أصبغتها قوى الغرب لتجعلها ملائمة لأغراضها ومنافية لمردافتها .. والتي جاء عرضها بشكل متوازي ومتناقض تماماً كالأبيض والأسود ليبدو بطل العرض بلونه الابيض بينما شبيهه بلونه الأسود .. كرمزان للأزدواجية التي نعيشها اليوم في مواجهة عدو خفي .. وفي نفس الوقت بالقهر الذي يمارسه كل فصيل على الفصيل الاخر وحتى وان كانت الدعوى من الابيض والاسود واحدة ألا وهي إبراز القهر الخارجي الذي صار متهلهل التأثير بجوار الصراع الداخلي للفرد وشبيهه
هكذا ألتقط مخرج العرض المبدع محمد يحيى ذلك الخط وعكسه بشكل يناسب ثقافتين مختلفتين تمام الإختلاف في مجتمع واحد .. بل وشخص واحد وهو بطل العرض الذي جسده صبرى زكي ببراعة واثقة .. بينما أدى دور الشبيه محمد يحيى ببراعة وخفة تتناسب مع كون دوره كخيال وظل للبطل وفي نفس الوقت القدرة على إبراز الإختلاف بين البطل وشبيهه ..
وكذلك أدت لبنى عبدالعزيزدورها الالقائي بعض الشئ وكأنها شاهدة العصر .. المحرك الأساسي .. الزمن .. القوة المسيطرة على العالم الان .. فيمكن للمتلقي أن يراها كيفما شاء .. فقد جاء أدائها القوي بعض الشئ لكي لا يعطيه فرصة لتحديد كينونتها ويجبره على التفكير .. وهذا في حد ذاته أسلوب أتبعه مخرج العرض كفرصة جيدة للتخاطب مع عقل المشاهد.
باقي العناصر المسرحية جاءت قوية بداية من الإضاءة والمؤثرات الصوتية وبالتحرك مع الموسيقى التي وضعها بحرفية أحمد صبحي وكذلك الأداء الحركي الذي أبدعه محمد حمدي والذي جاء ليترجم الانفعالات النفسية التي كانت تجتاح البطل وشبيهه ..
السينوغرافيا لمحمود سامي جعلت الصورة كاملة ومتناغمة مع تطور الأحداث.
فالعرض في مجمله يستحق المشاهدة والجائزة التي منحتها لجنة التحكيم في المهرجان.
يذكر أن العرض بطولة صبري زكي – محمد يحيى – لبنى عبدالعزيز، سينوغرافيا محمد حمدي، موسيقى ومخرج منفذ احمد صبحي، فيديو محمد سمير، اداء حركي محمد الديب وساشا.