أكدت الفنانة حنان مطاوع في حديث إلى "السينما . كوم" أنه بعد مشاركتها في ثورة 25 يناير كان من الصعب عليها ألا تقدم عملًا مرتبطًا بأحداثها، وذلك من خلال فيلم " بعد الطوفان" الذي انتهت من تصويره الأيام الماضية ، ويتم حاليًا تجهيزه ليأخذ مكانه في العرض، وقالت مطاوع "إن الفيلم يتناول الفساد النفسي للحكام في مصر قبل ثورة 25 يناير، ويشارك فيه أحمد عزمي، و حنان يوسف، و صبري عبدالمنعم، و سهير المرشدي ومن تأليف وإخراج حازم متولي .
وحول تفاصيل الفيلم وأحداثه قالت " تبدأ الأحداث بخطاب تنحي الرئيس السابق محمد حسني مبارك، وتتوالى أحداث الفيلم مع ظهور شخصية طبيبة نفسية، تقوم بعمل دراسات نفسية على مجموعة من الوزراء الفاسدين، لمعرفة الأسباب النفسية والحقيقية التي دفعتهم إلى طريق الفساد، ولاسيما أن بعضهم يشعر باللذة مع ممارسة الفساد والظلم، وأشارت إلى أنها تجسد في الفيلم دور الطبيبة التي يساعدها أحمد عزمى في البحث عن عينة من الوزراء ممن تم القبض عليهم، ثمّ حبسهم بعد ثورة 25 يناير، لتكتشف من خلال الأبحاث أن فساد أحد الوزراء السابقين بالدولة كان نتيجة تعرضه لحادث اغتصاب من قبل الأشخاص الموجودين في مصلحة الأحداث التي نشأ فيها، ليقرر بعد ذلك الانتقام من المجتمع كله، ويحاول بعد خروجه من الأحداث العمل بشكل خارج عن القانون ليترقى سريعًا في المناصب، إلى أن يصبح وزيرًا في الحكومة المصرية، وتبدأ رحلته مع الفساد الناتج عن العقدة التي ترسخت في نفسيته منذ الصغر.
وأضافت " كما يتطرق الفيلم أيضًا إلى فساد الرجال المقربين من الرئيس السابق حسني مبارك والوزراء الفاسدين فى الحكومات التي تولت إدارة البلاد على مدار الـ 30 عامًا الماضية. وقالت مطاوع "شعرت برغبة شديدة في تقديم هذا العمل الذي يحتوي على تفاصيل مهمة لنا كشباب، ولاسيما أن المؤلف كتبه بحرفية شديدة، وأرجو أن يعجب الجمهور".
وحول الهجوم الذي يشنه البعض على الأفلام التي تتناول الثورة إضافًة إلى التي عرضت في الفترة الأخيرة عنها، ولم تحقق النجاح المطلوب فأكدت مطاوع " أنه من الصعب الحكم على الفيلم قبل مشاهدته، ولأن هناك بعض الأشخاص يستغلون الثورة في تقديم أعمال دعائية فسيكون حكمه مطلقًا بعد تقديم عمل عن الثورة، وعلي العكس نحن في حاجة لأعمال جادة وهادفة لتوثيق هذه الثورة، ولاسيما أنها حدث مهم، وأبهر العالم، فكيف نتجاهله في أعمالنا الفنية. وبالنسبة لفيلم "بعد الطوفان" فالسيناريو والعمل بالكامل له طبيعة مختلفة، كما إننا بدأنا تصويره منذ فترة طويلة".
وحول أعمالها الأخرى أشارت إلى أنها تقوم حاليًا بتصوير الجزء الثالث من مسلسل " لحظات حرجة"، ويناقش المسلسل العديد من المشكلات، ومنها اللحظات الحرجة التي يعيشها المريض عند دخوله المستشفي، وأيضًا دور الطبيب المعالج في تخفيف الآلام عن المريض، والجزء الثالث الذي يتم تصويره حاليًا سيكون حافلًا بالمفاجآت بالنسبة للمشاهد من خلال الأحداث وتطورها والأشخاص، وأجسد في العمل دور "د.هدي" التي تمتلك أحاسيس ومشاعر فياضة تجاه مرضاها، وتعامل الجميع بقلب طيب وروح عالية، وفي الوقت نفسه تعيش قصة حب مع الفنان أحمد حاتم وستنتهي هذه العلاقة بمفاجأة " .
وعن رأيها في إلغاء الدورة الجديدة من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي قالت " لم أكن أتمنى إلغاءه، ولكني احترم هذا القرار جدًا، لأن هناك أولويات، والقائمون على هذا القرار لهم رؤيتهم، وربما تكون هناك مشكلات أمنية أو صعوبة في تأمين الضيوف، أو أن هناك أولويات في الإنفاق تقتضي توفير هذه النفقات لمصلحة المعاشات والرواتب أولًا ".
وحول حالات التخوين للمشاركين في احتفالية مهرجان كان في الثورة المصرية أكدت "أن المهرجان لم يكرم أشخاصًا بعينهم، لأنهم ببساطة لا يعرفون أحدًا منا، سواء حنان أو غيرها، فلو أن هناك خلافات حول الموضوع، فعلينا أن ننحيها جانبًا، ونفخر بأن العالم يرانا كبارًا، وطوال تاريخ المهرجان لم يكن هناك ضيف شرف، وعندما تقرر ذلك، تم اختيار مصر ، كما أن هناك فنانين مصريين كانوا يستحقون التكريم، ولكن في النهاية من تم تكريمه رمز مصر وهذا هو المهم ".
وعن وجود الرقابة علي المصنفات الفنية ودورها في الفن ولاسيما بعد انتشار شائعات بارتفاع سقف الرقابة في الفترة المقبلة قالت " نحن أبناء مجتمع شرقي، وفي كل الأحوال سواء الفترة الماضية أو المقبلة، فالمشاهد الخارجة تجرح عين المشاهد دائمًا، وتواجه بالرفض منه، وأنا ضد الرقابة على الإبداع والفكر والخيال، ومعها في الوقت نفسه في احترام الدين وثقافة المجتمع، فهناك فارق بين فيلم موجه للجمهور المصري، وآخر للإيطالي، وثقافة الشخص هي جزء من تكوينه ولابد من احترامها، ولا أرى أن هناك مشكلة. "
وحول الجدل القائم في موضوع السلفيين والإخوان إذا تولوا القيادة، ومن ثمّ سيتم تقييد الفن فقالت حنان " أنا لا أخاف على الفن في مصر، لأن الإنسان المصري له طبيعة خاصة فهو طوال الوقت متدين، ويعبد الله، وهو خلاق وفنان ومبدع، وحضارته كلها كانت قائمة على العبادة، والفن خليط بينهما، ولا يمكن فصلهما، ومن الممكن أن ننجذب لهذا بعض الوقت، وللأخر أيضًا بالدرجة نفسها، ولكن في النهاية المعدن المصري يعد تركيبًة فريدًة ".