توفي المخرج اليوناني الكبير " مايكل كاكويانيس" ، عن عمر يناهز التسعين عاماً ، وذلك بعد صراع مع المرض طوال السنوات العشر الماضية ، والتي توقف فيها تماماً عند تقديم أعماله .
وبدأ "كاكويانيس" مسيرته في بداية الخمسينات بعدة أعمال قصيرة ، سرعان ما قدم بعدها فيلمه الطويل الأول "ستيلا" عام 1955 ، والذي فرضه واحداً من أكثر الأسماء الأوروبية المُبشرة خلال تلك الفترة ، إلى جانب فيليني وبيرجمان وأنطونيوني ، وبخاصة بعد فوزه بجائزة أفضل فيلم أجنبي في حفل "الجولدن جلوب" مرتين متتاليتين ، عن "ستيلا" عام 55 .. ثم مرة أخرى في العام الذي يليه عن "فتاة في ملابس سوداء" .
هذا النجاح ، والذي أتبعه الرجل بعدة نجاحات أخرى ، أدت لترشيحه لسعفة كان الذهبية أربع مرات خلال ثماني سنوات ، بالإضافة إلى ترشيح ﻷوسكار أفضل فيلم أجنبي عن فيلمه "إليكترا" عام 1962 ، دفعه ﻷن يقدم بعد ذلك عمله السينمائي الأهم والأعظم "زوربا اليوناني" .
سمعة "كاكويانيس" الرائعة كمخرج أوروبي كبير ، صنع اسماً ويصمةً مميزة في ثمانني سنوات فقط ، دفعت النجم الكبير - والحاصل على الأوسكار وقتها - أنطوني كوينلقبول بطولة فيلم "زوربا اليوناني" ، والمقتبس عن رواية تحمل نفس الاسم للروائي الأسطوري "نيكولاس كازنتزاكس" .
ويتناول الفيلم شخصية أيقونية في تاريخ الأدب ، واستطاع "كاكويانيس" تقديمها في عملٍ لا يقل أيقونية ، فاز بثلاث أوسكارات - أفضل ممثلة مساعدة ، وديكور ، وتصوير سينمائي - بالإضافة إلى أربعة ترشيحات أخرى لأنطوني كوين كأفضل ممثل ، وكاكويانيس كأفضل سيناريست ومخرج ، وللفيلم نفسه الذي خسرها وقتها أمام الرائعة الموسيقية "سيدتي الجميلة" .
وصار مشهد "رقصة زوربا" واحداً من أعظم المشاهد في تاريخ السينما :
[http://www.youtube.com/watch?v=jeNsr\_nQEfE]
لم يستطع "كاكويانيس" بعدها أن يقدم عملاً سينمائياً يوازي نجاحه الأعظم في منتصف الستينات ، قبل أن يتوقف عن الإخراج منذ بداية الألفية تبعاً لنصيحة الأطباء ، ويتوفى أخيراً بعد شهر ونصف من اتمامه عامه التاسع والثمانين .