جذب مسلسل " الحسن والحسين" الكثير من المشاهدين المصريين رغم حالة الجدل الواسع التي أحدثها قبل عرضه، بعد صدور فتوى الأزهر التي شددت على عدم جواز تجسيد شخصيات الأنبياء والصحابة والمبشرين بالجنة.
وتعرض المسلسل إلى دعوات تطالب بعدم عرضه على القنوات المصرية، ودعوات أخرى تطالب بمقاطعة القنوات التي تعرض العمل، إلا أن بعض الآراء أظهرت أن المسلسل حظي بنسبة مشاهدة في مصر .
وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية أن النقاد أكدوا أن حملة الهجوم المحموم على المسلسل قبل أن يبدأ منحته شهرة ودعاية مجانية واسعة أضفت إليه حالة من التشويق والإثارة أعطت المشاهد الرغبة في رؤية المسلسل .
وأوضحوا أن هذه الحالة جعلت أيضا القنوات الفضائية والإعلامية تلهث وراء المسلسل لعرضه، وذلك للاستفادة من هذه الدعاية المجانية والشهرة في جلب مزيد من الإعلانات، وهذا ما أكده منتج المسلسل المدير التنفيذي لشركة المها للإنتاج محمد العنزي، بأن العمل يعرض اليوم على أكثر من 15 قناة فضائية.
هبة فتحي -طالبة جامعية- أعربت عن إعجابها بمسلسل "الحسن والحسين"، وقالت: "جذبني هذا المسلسل لأنه نقل لي حقبة تاريخية لا أعلم عنها شيئا، وأردت من خلاله معرفتها".
ويقول فؤاد محمد –موظف- "تابعت المسلسل في البداية بسبب الضجة التي أثيرت حوله، ولكن وجدتني بعد ذلك حريصا على مشاهدة المسلسل يوميا لأنه عمل درامي جيد يحكي فترة في التاريخ الإسلامي غامضة وغير واضحة، إضافة إلى أنني أتابع مسلسلا آخر قوميا عظيما وهو " أنا القدس" الذي يدور حول قصة فلسطين المحتلة".
على الجانب الآخر ، عبر البعض أيضاً عن التزامه بفتوى الأزهر أو بتوجه فطري نحو عدم مشاهدة المسلسل ، حيث قالت منى عبد الرحيم -طالبة جامعية- إنها لا تتابع المسلسل لا لشيء سوى أنها لا تفضل مشاهدة هذه النوعية من المسلسلات، ولا تأثير لدعوات المقاطعة على رأيها لأنها لا تعرف شيئا عن هذه الدعوات ، بينما أيد عادل سرايا -موظف- هذه الدعوات، وقال إنه التزم بالفتوى التي أصدرها الأزهر وقرر عدم مشاهدة المسلسل، منتقدا في الوقت نفسه القنوات الفضائية التي عرضت المسلسل.
وكانت الدعوات قد انطلقت قبل شهرين على مواقع التواصل الاجتماعي مطالبةً بوقف عرض المسلسل مثل "الحملة القومية لإيقاف عرض المسلسل" استنادا لفتوى الأزهر، وطالبت دعوات أخرى بمقاطعة القنوات التي تعرض العمل، مثل حملة "معا لمقاطعة قنوات الحياة والنهار وإم بي سي وأية قناة تعرض المسلسل".
يشار إلى أن المسلسل يرصد الحقبة التاريخية للمسلمين بعد وفاة الخليفة عثمان بن عفان وحتى وفاة الحسين بن علي، وما تبع ذلك من أحداث، ويشارك في البطولة الفنان رشيد عساف و زيناتي قدسيةو محمد المجالي وآخرون، ومن تأليف محمد اليساري، وإخراج عبد الباري أبو الخير.