بعد سقوط نظام مبارك، حاول السينمائيون في مصر الإمساك باللحظة الثورية يوم 25 يناير وإنتاج فيلم عن هذا الحدث الكبير.. حيث حرص 10 مخرجين على تقديم 10 رؤى مختلفة عن الثورة في فيلم " 18 يوم" الذي يعرض الآن في عدد دور العرض بالمدن الألمانية.
هذا ما حاوله عشرة مخرجين في فيلم "18 يوم" الذي يروي، من زوايا مختلفة، قصة الأيام التي مثلت نقطة تحول فارقة في تاريخ مصر المعاصر.
وقد عرض فيلم "18 يوم" في مهرجان "كان" هذا العام، بعد أشهر قليلة من سقوط نظام حسني مبارك في مصر، كما عرض الفيلم في إطار مهرجان هامبورج السينمائي، وفي كولونيا في إطار الأيام السينمائية التي نُظمت تحت عنوان "لا خوف بعد اليوم".
ولا أحد يعرف ما إذا كان المخرجون العشرة قد تفاهموا فيما بينهم حول الرؤية التي يود كل منهم أن يقترب من خلالها إلى الأيام الثمانية عشر، ولكن اللقطات العشر أتت بالفعل مختلفة، لا تتكامل بالضرورة، غير أنها تسلط الضوء على جوانب عديدة من هذا الحدث الكبير.
الفيلم الأول في "18 يوم" للمخرج المعروف شريف عرفة، وهو بعنوان "احتباس"؛ في هذا الفيلم تظهر مجموعة من المرضى في مصحة الأمراض النفسية والعقلية.
وفيلم "خلقة ربنا" للمخرجة كاملة أبو ذكري التي اختارت زاوية أخرى للثورة من خلال قصة فتاة من سكان "العشوائيات" بالقاهرة.
والفيلم الثالث بعنوان "19 - 19" وهو للمخرج الشاب مروان حامد وبطولة عمرو واكد، أحد أشهر الفنانين الذين شاركوا في الثورة، وهو يحكي حكاية شبيهة، جزئيا، بحكاية الناشط المصري وائل غنيم.
أما فيلم "إن جالك الطوفان" للمخرج محمد علي، فيعرض قصة الفقراء والمهمشين الذي لا يرون في الثورة سوى سبب للرزق والانتفاع؛ إنها قصة من يبيع الأعلام للثوار، وصور حسني مبارك لأتباع جماعة "آسفين يا ريس".
ثم في فيلم "حظر تجول" للمخرج شريف البندارينرى قصة إنسانية بسيطة، لطفل يريد "الاشتراك" في الثورة، ولو عن طريق أن تلتقط له صورة أمام دبابة.
وفي فيلم "كحك الثورة" للمخرج خالد مرعي يؤدي أحمد حلمي دور المواطن البسيط الذي يسير بجوار الحائط، نموذج للمصري "الغلبان" الذي لا يريد بأي حال أن يتعرض للمساءلة.
أما فيلم "تحرير 2/2" للمخرجة مريم أبو عوف فيعرض لما اشتهر لاحقا باسم "موقعة الجمل"؛ إنها قصة قاتل مأجور من البلطجية يعيش في أحد الأحياء العشوائية ( آسر ياسين)، يقضي يومه نائما من أثر المخدرات التي يتناولها ليلا، ولا يستطيع أن يعول امرأته ( هند صبري) ولا أطفاله.
المخرج الشاب أحمد عبدالله قدم قصة شاب وشابة، الأول يتابع الثورة عبر الفيسبوك والفضائيات، والثانية ناشطة تشارك في المظاهرات، إلى أن يتقابلا بعد سقوط نظام مبارك.
أما فيلم المخرج المعروف يسري نصر الله"داخلي خارجي" فيعرض قصة انضمام الميسورين والمثقفين، أو بالأحرى الفنانين ( يسرا و منى زكي) إلى الثورة وتعطشهم للحرية، ومشاركتهم في الحلم بـ"مصر الجديدة".
وفي نهاية الشريط نشاهد الفيلم المؤثر "أشرف سبرتو" للمخرج أحمد علاء، وفيه يتحول دكان حلاق إلى مستشفى ميداني لمعالجة مصابي المظاهرات.
عشرة أفلام.. هل تكون فيلم عن الثورة المصرية؟ تتجاور الأفلام العشرة المتفاوتة في المستوى مثل قطع الفسيفساء في لوحة، غير أن تجاورها لا يقدم رؤية متكاملة عن الثورة.
ولعل ذلك لم يكن طموح صانعي الفيلم، فالحدث ما زال ساخنا، كما أن الثورة لم تكتمل بعد. الفيلم صنع بسرعة لأن العالم كله كان يريد أن يرى عملا فنيلا عن الربيع العربي..هذا ما فعله المخرجون العشرة وربما يقدمون بعد فترة أو يقدم غيرهم فيلما أو أفلاما أكثر تعبيرا عن الثورة المصرية.