تماماً كما في "الإلياذة "تلك الأسطورة الإغريقية التي كتبها هوميروس، ننبهر جميعا بأبطال مثل أخيل وأجا ممنون و هكتور وننسى بطلاً في حجم وإمكانيات أوذيس أو أوديسيوس ، حتى يصنع اسطورته الخاصة في "الأوذيسة"، وندرك جميعاً أن هناك بطل في حجمه وإمكانياته، يتشابه هذا تماماً مع الفنان ماجد الكدواني، الذي بدأ حياته الفنية بأدوار صغيرة على خشبة المسرح في مسرحيات مثل الإسكافي ملكاً، باللو، 727، وأيضاً سينمائيا في عفاريت الأسفلت و جنة الشياطين في منتصف التسعينيات دون أن يلفت الأنظار، قبل أن يغير مساره ويضل الطريق كما ضل أوذيس تماماً طريقه إلى وطنه "إيثاكا" ، ويتجه ماجد إلى تقديم الدور الثاني، صديق البطل أفلام كوميدية قليلة القيمة مثل فرقة بنات وبس، و حرامية في كي جي تو، عسكر في المعسكر، ليبقى أوديسيوس سجينا للحورية كاليبسو لمدة 7 سنوات.
ثم يحاول ماجد أن يحذو حذو كل أبناء جيله ليقدم بطولته الأولى جاي في السريع، والذي لا يصادفه النجاح نتيجة إفتقاد البطل لطريقه، ليظل غضب "بوسيدون" إله البحر، أو السينما في تلك الحالة على بطلنا ماجد الكدواني، وكأن أوديسيوس وصل غلى جزيرة الساحرة تسيرس. التي قامت بتحويل رجال أوديسيوس إلى خنازير وجعلت من أوديسيوس عشيقا لها. نجا أوديسيوس منها بمساعدة من هرمس مبعوث الأوليمب الذي قام بإعطائه عشبة خاصة لها زهرة بيضاء وجذور سوداء اسمها " مولي " تمنع تأثير السائل السحري الذي يحول من يتناوله إلى حيوان، ولكنه يعود إلى متاهته، كذلك عاد ماجد إلى تقديم أفلام من نوعية شيكامارا و العيال هربت.
حتى عام 2008، حيث تجبرنا موهبة ماجد على الإلتفات إليه في فيلم " كباريه" ، وكأن أوديسيوس يري من بعيد شواطيء إيثاكا، وقبل أن ننسى يتبعه ب عزبة أدم و الفرح و طير انت، ليعلم الجميع أن البطل هذه المرة لم يصل متخفياً كما دخل أوديسيوس قصره بل دخله معلناً عن موهبة مبهرة تم تتويجها في فيلم 678، ليقدم أحد أفضل أدواره ويحصل على جائزة مهرجان دبي كأحسن ممثل.، ويتبعه بفيلم " أسماء" محافظاً على تاج موهبته الذي يسقط منه أحياناً كما سقط في فيلم " اللمبي 8 جيجا".
ماجد الكدواني ذلك الفنان السمين الثمين، صاحب الملامح الطفولية، والذي تعطيه "النظارة" التي تغلفها نظرة خاوية إحساساً مستديماً للمشاهد بأنه قريب أو جارن وجه مألوف يدخل القلب سريعاً، يحفر في هدوء يحسد عليه اسمه ضمن الصفوف الأولى لنجوم السينما المصرية، الذين سيذكرهم التاريخ ويفتخر بهم.
ماجد الكدواني أوديسيوس السينما المصري يصنع اسطورته الخاصة وعليه أن يدرك من الأن أن التاريخ لا يغفر للكبار هفواتهم.