تشبه اختك، زوجتك، اخت صديقك، تملك نفس الملامح التي تجعلك تبتسم في وجهها بمجرد رؤيتها، تلك الملامح الجميلة بلا تحدي، بلا إسراف، تلك الوجوه التي تشبه هذه الأرض بنيلها الفياض وتربتها الطيبة، تلك الوجوه التي يبدو عليها المجد .. فكانت ماجدة، لكن عندما تتحدث تجبرك على الإنصات، لأن صوتها شديد التميز، يملك بحة خاصة جداً، ويكمن فيها إعلاناً دائماً على الحرب، وكأن صاحبته قائد عسكري ملهم، فكانت الخطيب ... لكن لم يشفع لها كل هذا في حمايتها من الظلم.
لأن السينما المصرية لم تظلم فناناً في تاريخها كما ظلمت الفنانة الراحلة ماجدة الخطيب، التي امتكلت كل أدوات النجاح، موهبة شديدة التألق تمكنها من أداء أي دور ، ملامح متميزة تجعلها قادرة على أن تتقمص اي شخصية، حضور وشخصية متميز يجعلها نجمة من نجوم الصف الأول، إلا أن حظها السيء لم يجعل منها نجمة إلا في فترة السبعينيات، أشد فترة السينما إظلاماً، والعقد الأكثر خبواً في تاريخ السينما المصرية، فباتت نجوم كالثقوب السوداء، التي لا ترى الضوء ولا تستمتع به، أفلت منها من استمر للثمانينيات وعلا نجمه، أما ماجدة التي قدمت 25 فيلما - ربع ما قدمت من أعمال خلال مشوارها الفني - في السبعينيات فلم تقدم إلا 12 فيلماً في الثمانينيات وأدت معظمها كدور ثان في الفيلم بجوار إحدى النجمات الجدد لينزوي الثقب الأسود على نفسه ولا يعود للسطوع إلا في النصف الثاني من التسعينيات.
يستطيع المهتم بالسينما أن يلحظ بوضوح تلك الموهبة المظلومة وهي تعاود التألق في أفلام مثل يادنيا ياغرامي، سكوت ح نصور، القتل اللذيذ، تفاحة، حمادة يلعب، والتي عاد فيها وجه الأخت والزوجة ليلعب دور الأم والجارة العجوز الوحيدة، وعادت الكاميرا تتصفح في سعادة وجه ماجدة مرة أخرى.
وتماماً كما تمنت ماجدة التي عشقت الكاميرا، وبادلتها الكاميرا المشاعر، رحلت ماجدة أمام الكاميرا، بعد أن أدت أخر أدوارها في فيلم أحلام حقيقية، والذي ينتهي بموتها أمام الكاميرا، لتموت بعدها فنانة حقيقة، حلمت أحلام حقيقة، حققت بعضها لكن الظروف أجبرتها على الإحتفاظ بمعظمها داخل طيات صدرها.
تنبيه هام : تذكر وأنت تقرأ تلك المقالة في ذكرى وفاتها أدوارها في بيت الطالبات ، الست الناظرة ، دلال المصريه، شقة مفروشة، ثرثرة فوق النيل ، زائر الفجر ، الشوارع الخلفية ، توحيدهلعلها تبتسم وتشعر بالراحة.