الكثير من مشجعي نادي الإسماعيلي سيتعاطفون مع هذا الفيلم، الذي يروي في البداية قصة نادي أوكلاند الذي يملك ميزانية صغيرة جداً مقارنة بباقي أندية الولايات المتحدة، لكنه قادر على الوصول لمراحل متأخرة من النهائيات ومنافسة الكبار بفضل اللاعبين الجدد الذين يكتشفهم، ثم تختطفهم الأندية الكبرى ليلعبوا بها، وهو ما يمر به النادي الساحلي في مصر تماماً.
لكن بعد قليل من بداية متابعة فيلم Moneyball المرشح لجائزة الكرة الذهبية أفضل فيلم درامي، والمرشح بطله براد بيت لجائزة أفضل ممثل في المسابقة ذاتها، سيصاب المشاهد بالكثير من الإحباط، وذلك لأن الفيلم يدور حول لعبة البيسبول الأمريكية وقواعدها، وهي لعبة غريبة علينا كمصريين، لا نعلم عنها إلا اقل القليل، وفقط يرتدي شبابنا أغطية الرأس الخاصة بها "للشياكة"، إلا أن الفيلم أيضاً يناقش فكرة هامة، حول تلك الحرب الشعواء التي من الممكن أن يشنها المستفيدين والمنتفعين بتضخم حجم أي لعبة ضد أي ثورة تغيير في نظامها تهدف إلى خفض التكاليف، وهو ما يطرحه الفيلم عبر إختيار المدير الفني للفريق لمساعد شاب متخصص في علم الإحصاء ليقوم بإختيار اللاعبين طبقاً لجداول معينة، تجعله يستفيد بهم جميعاً، دون أن يضطر إلى دفع مبالغ ضخمة للحصول على خدمات النجوم، مما يؤدي إلى تحقيقه رقم قياسي أمريكي لما يحدث من قبل بالفوز في 20 مباراة متتالية، قبل أن يخسر النهائي والبطولة، مما يتيح الفرصة لمهاجميه للنيل منه.
وتعتبر جملة "الرواد فقط هم من ينالون الضربا" هي الرسالة الرئيسية للفيلم، والذي حاول فيه المدير الفني عمل انقلاب في لعبة البيسبول، وتخفيض تكاليفها، وهو ما يجذب المشاهد خاصة وأن القصة حقيقية مازال بطلها يعيش حتى الأن.
الفيلم على المستوى الفني متوسط المستوى، أهمل فيه المخرج بينيت ميلر الكثير من التفاصيل لصالح اللعبة، فكانت خطوطه الدارمية الأخرى غير مؤثرة، حتى الإنقلاب في شخصية المدير الفني المعقد منذ شبابه لفشله في تحقيق النجاح في اللعبة رغم تفوقه فيها، لم يكن مبررا، وإختياره للشاب خريج جامعة "يال" لم يكون بسبب واضح.
براد بيت لم يكن في أحسن حالاته ولهذا يبدو مدهشاً للغاية أن يتم ترشيحه لجائزة أفضل ممثل، والتي رشح لها أيضاً جورج كلوني عن فيلم "الاحفاد" ومايكل فاسبندر عن فيلم "عار" و ليوناردو دي كابريو عن "جي ادجار".
فيلم كرة المال سيدخل قلوب عشاق البيسبول في أمريكا وبعض دول العالم، لكن في مصر سيضطرك لمغادرة القاعة أو النوم داخلها، خاصة أنه ليس ككل أفلام السيرة الذاتية ينتهي بفوز البطل، لكن ينتهي بخسارته واستمراره في المحاولة، وهو ما يوجع قلب المصريين.