فيلم فرنسي قصير يُعري الشخصية المصرية في 30 عام

  • مقال
  • 12:14 مساءً - 2 يناير 2012
  • 1 صورة



شاهد الفيلم أولاً :

[http://www.youtube.com/watch?v=C36TxK0idcI]

الإستقرار، تلك الكلمة صاحبة المظهر الجيد والسمعة السيئة، هي التي جعلت بطل هذا الفيلم رافضاً لأي تغيير في حياته على الرغم من فقرها الشديد، ذلك الطفل الذي يسكن أربعة جدران قبيحة، جعله الإستقرار يتخيلها حدائق غناء، طيور وأسماك، سماء صافية ليس مثلها سماء، جعلته أيضاً يرفض كل نصائح الطبيب في أن ينتقل خارجها، وأن يجرب حياة أخرى في كون أوسع وأرحب وربما أجمل، لدرجة رفضه حتى أن يجرب الخروج من بوابة وهمية لنفس الغرفة، وصار الخروج بالنسبة له أشبه بالمرور أسفل مقصلة.
تحول البطل إلى الرضا عن محبسه هارباً في خياله من الحقيقة المرة القبيحة، طامحاً في بقاء ما في يده خوفاً مما لايعرفه، وهو يشبه في هذا تماماً جزء ليس بصغير في الشعب المصري، والذي ارتضى ويرتضي حاكما يدعي أنه يعرفه، حرصاً على الإستقرار، أوضاعاً مأساوية خوفاً من أسوء - على الرغم من أن المجتمع المصري قد لمس القاع بالفعل- ، وكأن صانع الفيلم الفرنسي قد صنع الفيلم خصيصاً لنا، ولكل رافضي التغيير والمصابين بالهلع من الثورة.
يتحدث البعض باستماتة عن الإستقرار الذي وصل حد التجمد باعتباره نعمة نفتقدها الأن، بل وحتى عندما اضطر الطبيب ومساعديه إلى إخراج هذا المريض بالقوة، بعد مظاهر الفوضى المصنوعة التي عاشها، قاوم حتى أخر رمق، وكأن الفيلم يشير وبشدة إلى أن الفوضى ضرورية للغاية من أجل فك وضع التجمد، وتحويل المجتمع للحالة السائلة التي يمكن فيها تشكيله من جديد، إستعداداً لغد أفضل وهو الميلاد.
الميلاد الذي ينتهي به الفيلم في إشارة بديعة إلى أن بعد تلك الفوضى لابد من ميلاد، ميلاد طبيعي لطفل الإستقرار، ميلاد إجتماعي لشعب عظيم يستحقه.
الفيلم الفرنسي القصير فيلم عظيم، ودرس بليغ لكل الراغبين في عمل فيلم عن الثورة، دون الحاجة إلى إستخدام مشاهد من المظاهرات والهتافات، ودون اللجوء إلى رموز خاصة لتعطي عمقاً للفيلم.
فيلم الرسوم المتحركة الفرنسي القصير فيلم يستحق أن تشاهده عدة مرات لتدرك كمشاهد أننا على الطريق الصحيح وتطمئن، وتدرك كمبدع أن البساطة هي الحل الأمثل لتوصيل الرسالة.

ملحوظة : الفيلم في الحقيقة لم يصنع لنا، ولكنها قاعدة عامة في الحياة، التعيس الحبيس يعيش في خياله لدرجة قد يرفض فيها التغيير للأفضل.

وصلات



تعليقات