في ذكرى رحيل أبو المسرح المصري .... بربري مصر الوحيد

  • مقال
  • 01:47 مساءً - 16 يناير 2012



حالة خاصة جدا في تاريخ الفن العربي، وأكثر خصوصية بالنسبة للمسرح المصري تحديداً، حيث كان المسرح قبل ظهوره يعتمد على مجموعة من الشوام المهاجرين للقاهرة، والذين يقدمون مسرحيات عالمية معربة، إلا ما ندر، ليأتي بربري مصر الأول على الكسار ويصبغ خشبة المسرح باللون والدفأ وخفة الدم المصرية، رائداً لهذا الفن أنكر الكثيرون دوره مع ارتفاع نجم منافسه الأول نجيب الريحاني.
المدهش أن نجيب شخصياً اتجه لتقليد الكسار عندما كان يقدم مسرحيات "الفرانكو اراب" في التوقيت الذي لاقت فيه مسرحيات الكسار اقبالا منقطع النظير مما اضطر الريحاني الي حل فرقته .وطلب من " امين صدقي" ان يكتب له مسرحية من نفس النوع فكتب له "حمار وحلاوة" لتعود الفرقة للحياة، وتعود المنافسة بين بربري مصر الوحيد عثمان عبدالباسط وعمدة كفر البلاص كشكش بك .
نجح أيضاً الكسار في نقل المسرح المصري للشام، عندما استغل أزمته وعدم وجود مسرح يعرض عليه في مصر، وسافر لعرض مسرحياته، لتلقى نجاحاً منقطع النظير، فيما يشير إلى الذكاء الفطري لهذا الفنان المبدع.
أما عن السينما فلم يكن الكسار الممثل المسرحي الأصيل بنفس الولاء، وربما يشير إلى هذا تقديمه أول أدواره كامرأة في الفيلم الروائي القصير "الخالة الأمريكانية"، ثم انطلق ليقدم العديد من الأفلام بعدها أشهرها سلفني 3 جنيه و نور الدين والبحارة الثلاثة، لم يقدم خلالها إلا شخصية البربري الساذج الطيب، فترك ضحكة يتردد صداها ولم يترك بصمة ثابتة.
على الكسار الذي قال عنه أسطورة الكوميديا الفرنسية "دني دينس" حين شاهده يقدم دور البخيل في مسرحية " سرقوا الصندوق يا محمد" المأخوذ عن رواية "البخيل" لموليير:لقد شاهدت "بخيل موليير" مصر في شخصية عثمان افندي أعظم مما شاهدتها في فرنسا.
فنان حقيقي تحمل قصة حياته الشخصية كفاحاً ومثابرة تشبه الأساطير، لم ينل حقه في التكريم، لأنه لم يعتن طول حياته ولم يهتم إلا بمسرحه الذي عشقه، متجاهلاً "التزويق" و"البروباجندا"، حتى في رحيله في 15 يناير 1957 في هدوء بعيداً عن الضجة التي أثارها حوله فقط في إرتفاع ضجيج الضحكات كلما اعتلى خشبة المسرح.

وصلات



تعليقات