الحب في السينما المصرية عبر تاريخها قصة تقليدية مهما اختلفت طريقة تقديمها، لم تخرج من إطار الرومانسية الشديدة، أو الحب الضائع، قصص الخيانة، والغيرة، والحب المحرم، وهي غالباً أشكال الحب التي وجدت في مجتمعاتنا الشرقية، إلا أن البعض قدم قصصاً صادمة ومختلفة تنوعت بين الشذوذ والعلاقات الغير مألوفة.
مثلا فيلم جنون الشباب للمخرج خليل شوقي الذي يتناول علاقة شاذة ما بين فتاتين حيث تحب "عصمت" - سناء يونس - زميلتها "داليا" - سهير رمزي - وتنتحر عند زواجها، لأنها فشلت في الإحتفاظ بها، وقد أدى هذا إلى منع عرض الفيلم لسنوات طويلة، إلا أن تمكن منتجوه من عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 1977، قبل أن يعرض تجارياً لأيام قليلة ويسكن العلب دون عرضه حتى بعد ذلك في موجة الفضائيات.
يأتي أيضاً فيلم قطة على نار للمخرج سمير سيف ليناقش قضية شائكة حول علاقة ثلاثية بين زوج - نور الشريف - وعشيقه وزوجته - بوسي - وكيف يؤدي مقتل عشيقه الشاذ إلى دخوله في إكتئاب وفشل حياته الزوجية، والفيلم مأخوذ عن مسرحية أمريكية للكاتب تنيسي ويليامز الذي تناول الجنس الشاذ في الكثير من موضوعاته.
أما فيلم حمام الملاطيلي للمخرج الكبير صلاح أبو سيف والذي يتناول شذوذ الفنان الذي قام بدور يوسف شعبان، ومحاولة إغواء بطل الفيلم محمد العربي،وكذلك فيلم عمارة يعقوبيان الذي تناول شذوذ الصحفي - خالد الصاوي - مع المجند - باسم سمرة -، وفيلم واحد صحيحالذي تناول صمت الزوج - زكي فطين عبدالوهاب- عن خيانة زوجته - رانيا يوسف - لشذوذه، إلا أن كل هذه العلاقات الشاذة تبقى في النهاية علاقات حسية نابعة من الرغبة وليس الحب، ولهذا هي مختلفة عن الفيلمين الآخرين.
وتبقى محاولات أخرى على إستحياء لتقديم نوع من علاقات الحب المعقدة والغريبة مثل علاقة الحب الصامت في فيلم رغبات ممنوعة للمخرج أشرف فهمي بين فتاة فاتها فطار الزواج وأبيها، كذلك في فيلم المزاج للمخرج على عبدالخالق والذي يتناول قصة حب بين سجان وسجينته، غير العديد من علاقات الحب المتشابكة في افلام السيناريست تامر حبيب تحديداً.
ولكن تبقى قصص الحب الصادمة مرتبطة بعصرها، حيث كان زواج ليلي مراد من أنور وجدي في فيلم ليلى بنت الفقراء في منتصف الأربعينيات صادماً لعصره، وكان زواج طلبة الطب - صابرين - من حفار القبور - نجاح الموجي - في فيلم مدافن مفروشة للإيجار صادماً في منتصف الثمانبنبات.
في النهاية يفضل المشاهد المصري قصص الحب الرومانسية التي تتيح له القليل من الراحة في عالم مجنون، أو قصص الحب المختلطة بزحام المواصلات، وأزمة الزواج، ومشكلة البوتجاز التي يرى فيها نفسه على الشاشة، وتبقى السينما دائرة في فلك قصص حب عادية، على أمل تقديم أنماط جديدة ممتعة خارج إطار الشذوذ والحب المحرم.