إنسانياً...نعتقد جميعاً عندما نمر بظروف صعبة، أننا لمسنا القاع، سينمائياً نعتقد أيضاً عندما نرى فيلماً سيئاً للغاية، أننا شاهدنا الاسوء، ولكن تمر الايام ونقابل ظروفاً اصعب، ونشاهد أفلاماً أسوء.
إلا أن فيلم " على واحدة ونص"، يكسر تلك القاعدة ويدمرها تماماً، حيث تثق بمجرد نزول كلمة النهاية، أنك شاهدت الفيلم الاسوء في حياتك، وربما تكون قد مررت أيضاً بالظروف الأصعب في حياتك في الساعتين اللاتي شهدت عرض الفيلم.
حيث نجحت الراقصة سما المصري في تحويل الشريط السينمائي، الذي يطلق عليه عفواً إسم فيلم، إلى "سبوبة ولقمة طرية" لعمل دعاية شخصية لها، كمشروع تسويقي بحت، مما اصاب الشريط السينمائي بتحول تجاه الإعلان التجاري، عن المزيد والمزيد من قمصان النوم بألوانها وموديلاتها المختلفة، في محاولة للترويج والتسويق، بإغراء مبتذل، يصيب مشاهده بالإشمئزاز.
ويحكي الفيلم الذي كتبته الراقصة بنفسها - ربما إسترخاصاً - عن فتاة تهاجر إلى القاهرة للحياة في بيت خالتها، والتي تجبرها على العمل كراقصة، قبل أن تتعرض لمحاولات إعتداء جنسي من زوج خالتها، فترحل للسكن في دار للمغتربات، تديره تاجرة مخدرات، وتسكنه فتيات ليل، يحاولن إستقطابها للعمل معهن، لكنها - تنحرف فيما يبدو - تفضل الصحافة بدلاً من الدعارة، لكنها تواجه رئيساً لها في العمل يدعوها لقضاء ليلة مع رجل اعمال مقابل نشر حملته الدعائية في الجريدة، لكنها أيضا تقاوم، حتي تستسلم لأحد معجبيها صاحب الملهي الليلي وتعمل كراقصة.
والقصة كما نرى تم "ضربها" في 150 فيلم هندي قبل ذلك، حملت حواراً مهلهلاً يعتصر الضحكات من فم المشاهدين، من خلال أداء ساذج يطفح بالإبتذال، لتنجح الراقصة الصاعدة في وضع قدمها على اول درجات السلم، قبل أن تنقلها سريعاً، بإشاعة ارتباطها بنائب حزب النور السلفي، وهكذا دواليك، ليكون الفيلم مجرد درجة سلم في رحلة الشهرة المنشودة، ويبقى اسم الشخصية الرئيسية "حرية" كمحاولة أخيرة لإجبار المشاهد على التقيء في دار العرض.
فيلم على واحدة ونص" إساءة بالغة للفن، للحياة، للشعب المصري، وللإنسان بصفة عامة.
ملحوظة : أعتذر عزيزي القاريء على إضاعة وقتك في قراءة هذا المقال عن فيلم لا يستحق أن تضيع من آجله 5 دقائق في قراءة نقده.