قررت المؤلفة سوزان هيل الحصول على أجازة من الكتابة تمضيها برفقة أطفالها، وبدأت في قراءة بعض الكتب المختصة بالاشباح، كنوع من تمضية الوقت، وبينما هي تقرأ احد الكتب خطرت لها فكرة كتابة رواية طويلة تتحدث عن الاشباح تحاول فيها مزج التشويق بالاثارة وتكون مليئة بالأحداث وبها العديد من الخطوط وتكون مليئة بالرعب طوال الوقت حتي لا يشعر معها القارئ بأي نوع من الملل، وسبب هذا الخاطر إنها وجدت كل الكتب التي تتحدث عن الاشباح قصيرة جداً، ولا تُشبع هذه النقطة.
وبدأت بالفعل في كتابة " شبح امرأة" المأخوذ عنها فيلمنا هذا، نشرت هيل روايتها لأول مرة عام 1982، وحققت الرواية مبيعات وشهرة كبيرتان وتم اقتباسها في عدد كبير من المسلسلات التلفزيونية والإذاعية، ورغم ذلك كانت هيل فخورة دائماً أن الكتاب مازال متواجداً حتى الآن بالأسواق.
في 1997 تحديداً عرض وكيل أعمال هيل الرواية على المنتج ريتشارد جاكسون لبحث إمكانية تحويلها إلى فيلم سينمائي، وهنا كانت البداية الجدية لمشروع فيلم سينمائي يصور عالم الأشباح، العالم المثير والمخيف، عالم يجمع بين الحقيقة والخيال، يخلق الرعب في القلوب لأنه يستند على حقائق علمية فهو ليس عالم خيالي مائة في المائة، وليس مجرد رعب قام أي شخص بصناعته، بل هو يعتمد على حقائق وأشخاص واقعية ممزوجة بحكايات وأساطير لها صدى في القلوب ورعشة في الجسد تصيبه أحياناً بالشلل من شدة الخوف.
كاد المنتج جاكسون ييأس من كثرة السيناريوهات التي رأها مقتبسة عن القصة لكنها لا تعبر عنها ولا تحمل نفس التشويق والإثارة الموجودان بالرواية الأصلية. إلى أن طلب من كاتبة السيناريو جين جولدمان كتابة سيناريو مقتبس عن الرواية.
من ناحيتها عبرت جين عن سعادتها لأنها من عشاق الرواية ووقعت في حب المنزل المسكون وشبح المرأة الغامضة والأجواء المخيفة في الرواية، لكن شاب هذه السعادة بعضاُ من القلق تقول عنه جين " الرواية صعبة التحويل إلى سيناريو، فالرواية موجزة جداً وتحتاج إلى الكثير من الطبقات الجديدة لتكون سيناريو متماسك، والأمر كان بالنسبة لي هو كيفية تحويل الرواية إلى اللغة السينمائية"، وتضيف جين " الجميل في الرواية أنها تدور في أجواء شبحية كلاسيكية من العصر الفيكتوري بحيث لا تفسح المجال أمام المتفرج للتساؤل عن أشياء معينة تتطلب إجابة كما في أفلام الرعب الحالي، فالأحداث هادئة تدور في أجواء بعيدة عن الخيال".
المخرج جيمس واتكينز كان يعمل في ذلك الوقت على فيلم لكنه لم يكن مقتنع كثيراً بالسيناريو، وعندما قرأ في الجرائد عن مشروع جاكسون وجين المشترك بعث بوكيل أعماله للإستفسار عن الأمر، وعاد وكيله بسيناريو جين جولدمان المقتبس عن شبح امرأة، وتم الإتفاق بعدها على أن يقوم واتكينز بإخراج الفيلم وعن ذلك يقول "عندما قرأت سيناريو جين وجدت أنه ما كنت أرغب في تحقيقه في مشروعي، بمعنى أنه كان مخيفاً لكنه كان أيضاً يحتوي على عنصر عاطفي، ومنذ قرأته تحمست لإخراجه".
بدأ جيمس واتكينز رحلة البحث عن الأشخاص وأماكن التصوير وعناصر عمله المختلفة والتي لم تكن رحلة سهلة ابداً، أختار في البداية بطل سلسلة هاري بوتر دانيال رادكليف وهي الفرصة التي أعتبرها رادكليف مناسبة جداً للخروج من عباءة هاري بوتر وعن ذلك يقول " أنا فخور جداً بهاري بوتر، ولكن لدي الآن فرصة لأثبت للجمهور أنني جاد في هذه المهنة وأعتقد أن الطريق لذلك هو اختيار مادة مثيرة للاهتمام، وفيلم شبح امرأة مشروع رائع، سيناريو كبير، وقصة رائعة، مقلقاً ومخيفاً في نفس الوقت".
في البداية عبرت مؤلفة الرواية سوزان هيل عن قلقها من أن يقوم رادكليف ببطولة الفيلم بسبب إنغماسه في شخصية هاري بوتر التي لم تقرأ رواياتها ولم تشاهد سلسلة أفلامها لكنها خافت ان تكون الشخصية قد سيطرت عليه لكنها أقتنعت به تماماً عندما سمعته يتحدث عن الفيلم ويقول " هذا ليس مجرد فيلم رعب عن الحزن والحداد والأشباح، ولكن عن الدراما وخسارة إنسان عزيز عليك " عندها فقط ووجدته يفهم الشخصية والأحداث التي وراء المشاهد الأساسية.
واجه المخرج مشكلة كبيرة أثناء البحث عن المنزل الذي يمثل محور الأحداث في الرواية، فهو كان مصراُ على عدم تقديم الصورة النمطية لأفلام منازل الأشباح وأن يبتعد تماماً عن أكليشيه الشكل المعروف في هذه النوعية من الأفلام، لهذا حرص أن يكون المنزل جميل في الألوان رغم إنه مسكون، ووجد هذا المنزل في بيتربورو وعنه يقول واتكينز " لديه حس شبحي رائع دون أن يكون الأمر قريباً إلى الكاريكاتير، البيت كئيب جداً، ويبدو أن لديه الكثير من الغموض وهو بارد للغاية".
إهتم واتكينز بعد ذلك بالبحث عن القرية المناسبة بعد ذلك لتدور بها أحداث الفيلم، بجانب الديكور الخاص بالمنزل والذي حرص مع مصمم الديكور كايف كوين على استخدام ألوان كثيرة داخله بجانب الإهتمام بالأركان المظلمة والإضاءة الخافتة.
بلغت ميزانية الفيلم في النهاية 17 مليون دولار وبعد عرضه بالسينمات في أمريكا تجاوزت إيرادات الأسبوع الأول له مبلغ الـ 20 مليون دولار، مما ينبئ أنه سيحقق إيرادات جيدة ، خاصة وقد تناولته أغلب المجلات الأمريكية بشكل جيد.
حيث ذكرت مجلة Empire
"سوف تبحث خلف كل الابواب، ستضيء كل الانوار، فلن يمكنك النوم بشكل جيد لفترة طويلة".
ومجلة The Hollywood Reporter
" لا مكان للاطفال الصغار هو العنوان المثالي لفيلم شبح امرأة، فيلم رعب صارخ على طراز الرعب البريطاني القديم".
بينما قالت مجلة Time
" فيلم شبح امرأة يعد أضافة رائعة لعالم الرعب القديم، تخلى عن الابتكارات والتكنولوجيا وتمسك بالتفاصيل التاريخية في افلام الرعب، هذا الفيلم يعد النجم في عالم افلام الاشباح، فعشاق نوعية الافلام التي تتناول احداث خارقة وراء الطبيعة، فليس لديهم افضل من هذا الفيلم الذي يتحدث عن لعنة لا تستسلم لضحياها".