عندما مثلت كريستين ستيوارت في مسرحية بعنوان عيد الميلاد في مدرستها الابتدائية، لم تكن تتخيل أن بحلول عامها الثاني والعشرين سيصبح اسمها واحدا من أشهر أسماء الممثلات الشابات في هوليوود والعالم، ورغم حداثة عمرها إلا أنه إذا نظرت إلى حياة كريستين ستجد فتاة شابة مستقلة منذ نعومة أظافرها ورغم كونها نجمة لها جمهور كبير في كافة أنحاء العالم إلا إنها في الواقع شخصية منطوية لا تختلط بسهولة اجتماعياً، بالتأكيد هي شخصية مثيرة للاهتمام خلف الشاشة فضلا عن تمثيلها الذي أشاد به الكثيرون منذ بدايتها في الثامنة من عمرها.
ولدت كريستين ستيوارت في ٩ أبريل ١٩٩٠ في ولاية كاليفورنيا بأمريكا، والدها هو جون ستيوارت منتج تليفزيوني يعمل في شبكة فوكس، ورغم عمله في مجال الإنتاج والفن والذي كان من الممكن أن يسهّل لكريستين مشوارها الفني إلا إنه لم يكن له دوراً في اكتشافها فنياً الذي جاء في طفولتها بالصدفة.
في سن الثامنة، مثلت كريستين في مسرحية في مدرستها الابتدائية وقامت فيها بالغناء، وهناك اكتشفها أحد مكتشفي المواهب ليرشحها بعد ذلك لتمثيل دوراً قصيراً في فيلم The Thirteenth Year من إنتاج شركة ديزني حيث قدمت شخصية فتاة لم يكن لها حتى إسماً كل ما كان عليها فعله أن تمثل أنها بانتظار دورها في شرب الماء.
ثم جاء الدور الذي ظهرت فيه مواهبها التمثيلية حين قدمت شخصية فتاة مسترجلة من أم وحيدة ولديها العديد من المشاكل في فيلم The Safety of Objects والذي قدمته عام ٢٠٠١، ليفتح لها المجال بعد هذا لمشاطرة النجمة جودي فوستر في بطولة فيلمها Panic Room غرفة الفزععام ٢٠٠٢ حيث ظهرت بشخصية سارة إبنة جودي فوستر والتي تعاني من مرض السكري، بهذا الدور ترشحت كريستين لأول جائزة في حياتها كأفضل ممثلة شابة ولكنها لم تفز بها.
بعد هذا توالت العروض على كريستين حيث التفت إليها العديد من المخرجين بعد مشاهدتها تبرع في تجسيد الشخصيات المركبة ذات الجوانب العديدة، فشاركت في أفلام مثل Cold Creek Manor مع شارون ستون ثم فيلم Speak و ذاثورا Zathura، The Messengers الرسل، Into the wild داخل البرية وThe Cake Eatersوغيرها من الأفلام التي صنعت بها كريستين علامة لا بأس بها وشهرة محدودة نوعا.
في سن الرابعة عشر قررت كريستين ترك المدرسة حيث لم تكن من النوع الاجتماعي ولم يكن زملاءها على علم بأنها ممثلة حتى بدأ الأمر في الانتشار وبدأ الأصدقاء في التعامل بخباثة معها، ذلك اللؤم الذي لم تحتمله كريستين وقررت استكمال الدراسة في المنزل بعيداً عن صخب الحياة الاجتماعية.
وفي ٢٠٠٧ ابتسم الحظ لكريستين ذات الثامنة عشر من عمرها، حين قررت شركة Summit للإنتاج الفني تقديم سلسلة الشفق Twilight على شاشة السينما وراحت تجمع الممثلين الشباب لتجسيد الأدوار فاختاروا كريستين ستيوارت لتجسيد شخصية بيلا سوان، تلك الشخصية التي تصور فتاة منطوية وغير مندمجة مع غيرها من أقرانها في المدرسة، وربما وجدت كريستين ستيوارت أوجه تشابه بينها في الواقع وبين تلك الشخصية غير الاجتماعية.
فوجئت الشركة المنتجة والممثلين بالنجاح الساحق الذي حققه الفيلم في جزءه الأول والذي لم يكن متوقعاً على الإطلاق، الأمر الذي جعل الشركة تفكر في استكمال تقديم السلسلة بعد أن كان ذلك أمرا ليس أكيداً، وفوجئ الجمهور بالكيمياء التي ظهرت على الشاشة بين كريستين و روبرت باتنسون و تايلور لوتنر ليقدما واحدا من أعقد مثلثات الحب للمراهقين.
تحولت سلسلة الشفق من مجرد تحويل لروايات أدبية إلى السينما إلى هوس بين المراهقين والشباب، وفي عام ٢٠٠٨ قامت ستيوارت بشراء منزلاً خاص بها وقسمت وقتها فيه بين والديها وعائلتها من جهة وبين حياتها الخاصة من ناحية أخرى.
حصدت كريستين الجوائز منذ أن بدأت سلسلة Twilight فاختارها الجمهور كأفضل ممثلة في حفل جوائز MTV Movie Awards وفازت بجائزة أفضل طاقم عمل عن نفس الجزء الأول من Twilight مع روبرت باتنسون وتايلور لوتنر فضلاً عن فوزها بجائزة أفضل ممثلة دراما عن نفس الشخصية.
استمرت كريستين في سلسلة Twilight فقدمت الجزء الثاني والثالث والرابع منها، كما استمرت أيضا في حصد الجوائز عن كل الأجزاء التي قدمتها والتي كان معظمها من اختيار الجمهور، حتى وصل أجر كريستين عن دورها في آخر جزء من Twilight والذي من المقرر عرضه خلال العام الجاري مبلغ ١٢ مليون دولار ونصف بالإضافة إلى نسبة ٧٪ من كافة أرباح الفيلم علما بأن أجر كريستين في أول جزء من أجزاء السلسلة كان ٢ مليون دولار بالكاد.
خلال العام الجاري تنتظر ستيوارت عرض الجزء الأخير من سلسلة الشفق Twilight والتي تحمل عنوان Breaking Dawn Part 2 بالإضافة إلى فيلم On the Road على الطريق ونسخة جديدة مختلفة ومظلمة لقصة سنووايت بعنوان Snow White and the Huntsman سنو وايت والقناص تجسد فيها ستيوارت شخصية سنووايت وتشاركها البطولة تشارلز ثيرون.
على الجانب الشخصي لا تزال كريستين متكتمة حول حياتها الشخصية، حتى أن الكثير من الشائعات ظلت تطاردها في كونها على علاقة بروبرت باتنسون والكثير من القيل والقال حول أنهما سيتزوجا ثم انفصلا ثم خلافاً ما بينهما، ولكن دوماً كان الرد هو الصمت تجاه كل هذه الشائعات والتكهنات، أما على الصعيد الفني، فلاتزال كريستين تحلم بالكثير والمزيد من الشهرة والأدوار والشخصيات الصعبة والمركبة، فلم يحدث أن مثلت ستيوارت مرة شخصية عادية أو سطحية، فهي فتاة الشخصيات الصعبة، والآن أصبحت في سن الثانية والعشرين نجمة شابة مستقلة لها جمهور واسع من المراهقين والشباب في كافة أنحاء العالم.