تقرير: أربعة فائزين بالسعفة الذهبية ينافسون يسري نصر الله في دورة كان المقبلة

المُخرج الإيراني الكبير عبَّاس كياروستامي

كان الخبر الأهم منذ عدة أيام ، بعد إعلان مهرجان كان السينمائي الدولي ترشيحات المسابقة الرسمية ، للأفلام التي ستتنافس على "السعفة الذهبية" في دورته الخامسة والستين هذا العام ، هو مُشاركة المخرج المصري الكبير " يسري نصر الله" ، بفيلمه الجديد " بعد الموقعة" ، والذي يتناول فيه تغيُّرات المجتمع والشخصية المصرية بعد الثورة ، وبالتأكيد ذهبت تخيُّلات البعض إلى فوزِ يُسري بأرفع جائزة سينمائية في العالم ، إلا أن نظرة بسيطة لبقية التسعة عشر فيلماً المُرشّحين أمامه ، تُشير إلى دورة هذا العام ليست سهلة بأي حال ، ويُشارك فيها عدد من صفوة صُناع السينما في العالم .

وعلى رأس المتنافسين على "السعفة الذهبية" لدورة مهرجان كان هذا العام ، يأتي أربعة مُخرجين سبق لهم الفوز بالجائزة من قبل ، ويسعى كل مهم لتكرار الإنجاز ، كي يُصبح سابع مُخرج يفوز بالسعفة مرّتين .

أول تِلك الأسماء ، المخرج الإيراني العظيم عبّاس كياروستامي ، أحد أهم صُناع السينما في العالم ، والذي يحمل بصمة مُميَّزة لا يُضاهيه فيها أحد ، مما جعله ينافس على السعفة أربع مرَّات في العقدين الآخرين ، والفوز بها عام 1997 عن رائعته " طعم الكَرْز - Taste of Cherry" ، وقت أن نافسه عليها يوسف شاهين عن فيلم " المصير" .

في تلك الدورة يحضر كياروستامي بفيلمه الثاني الذي يُصوره خارج إيران ، بعد " نسخة طبق الأصل - Certified Copy" عام 2010 ، "كشخصٍ مُحب - Like Someone in Love" ، يدور حول طالبة يابانية ، تقرر العمل كفتاة ليل لوقتٍ محدود من أجل أن تصرف على دراستها ، ولكن الأقدار تسوقها نحو علاقة مع باحث عجوز ، يُحيطها بالكثير من الرعاية والعطف ، وتتطوَّر العلاقة بينهم ، وتبعاً لتاريخه وقيمة أفلامه ، فإن كياروستامي مُرشّح قوي للسعفة .

[http://www.youtube.com/watch?v=Y3tbi\_EjAQk]

المخرج البريطاني كين لوتش ، يُنافس على السعفة للمرة الحادية عشر في مسيرته ، وصار أحد رموز كان المضمون تواجدهم بغض النظر عن المستوى الفني لأفلامهم ، وهو في تِلك المرة ، بعد فوزه عام 2005 عن فيلمه "الريح التي تهزّ الشعير - The Wind the Shakes the Barley" ، يُنافس بفيلم "مشاركة الملائكة - The Angles' Share" ، مُعالجة كوميدية لقصة مجموعة من الأصدقاء ذوي السجل الإجرامي ، يحاولون فتح صفحة جديدة لحياتهم بعد خروجهم من السجن ، وتبعاً لمستوى أفلام لوتش الأخيرة منذ فوزه بالسعفة ، فإن حضوره تكريمياً أكثر منه منافساً حقيقياً على الجائزة .

أعظم أفلام الألفية بالنسبةِ لي ، رُبما ، هو فيلم كريستيان مونجيو الروماني العظيم "4 شهور و3 أسابيع ويومين - 4 Months , 3 Weeks , and Two Days" ، الحاصل على السعفة الذهبية عام 2007 ، وفي فيلمه الأول منذ خمس سنوات ، يبدو مونجيو منافساً قوياً على سعفةٍ جديدة .

وكفيلمه الأول ، يتناول مونجيو في "بعد التلال - Dupa dealuri" ، العلاقة بين امرأتين ، كَبرتا في دار للأيتام في رومانيا ، قبل أن تتفرقا مع مرور السنوات ، حين تلتحق إحداهن بديرٍ في العاصمة ، وترفض الرحيل مع صديقتها إلى ألمانيا ، مِما يرفع التوقعات بشأنِ عملاً سينمائياً رفيع المُستوى .

وأخيراً ، فإن المُنافس الأخير الذي سبق له الحصول على السعفة ، هو الألماني الكبير مايكل هانِكه ، الذي فاز بجائزة أفضل مُخرج في كان عن رائعته "اختفاء - Cache" عام 2005 ، قبل أن يعود للفوز بكبرى الجوائز قبل عامين عن "الشريط الأبيض - The White Ribbon" .

هانِكه يعود مع نجمته المُفضلة إيزابيل هوبرت ، والممثل الفرنسي الكبير جان لوي ترينتينيان ، بفيلمِ "حُب - Amour" ، عن العلاقة العاطفية بين زوجين مُتقاعدين ، بعد إصابة أحدهم بسكتة دماغية ، تَختبر كل ما بينهم على مدى عقود ، ويبدو هانِكه هُنا بعيداً عن أفلام الإثارة المُختلفة التي اعتاد تقديمها ، ليقدم دراما رومانسية هادئة ، ببطلين سينال أحدهم جائزة تمثيلية على الأغلب ، ويبقى العمل كَكُل منافساً قوياً أيضاً على السعفة الذهبية .

أقل من شهر ويبدأ الحدث السينمائي الأبرز في العالم ، وعلى الرغم من الطموح الكبير لفيلم يُسري ، إلا أن الأهم من فوزه هو تحقيق استقبالاً جيداً ، لعمل تأريخي هام عن الثورة المصريّة .