"أنا بحب السينما"...هناك افلام تجبرك على نطق هذه العبارة بمجرد إنتهائها، حيث تستطيع تلك الصور المتحركة على الشاشة أمامك في لمس روحك، ومدك بطاقة إيجابية، أو حتى تغيير "موودك"، وهو ما ينطبق على فيلم المخرج الرائع تيم بورتون والنجم العبقري جوني ديب الأخير Dark Shadows، الذي يستعرض من خلاله عودة مصاص دماء لسبعينيات القرن الماضي بعد 200 عام من الحبس داخل تابوت، مواجهاً عدوته القديمة التي حولته لمصاص دماء، بطريقة مختلفة تماماً عن كل افلام مصاصي الدماء التي سبق وتقديمها من قبل.
ولأن بورتون في الاساس مخرج رسوم متحركة بدأ مشواره السينمائي في منتصف الثمانينيات بفيلم "مغامرة تبول وي الكبير"، وقدم خلال مشواره عدداً من اهم الافلام في هوليوود منها على سبيل المثال لا الحصر أليس في بلاد العجائب، عودة باتمان، باتمان، فتبدو شخصيته الفنية واضحة تماماً لمتابعيه، حيث نجح في كل مرة من إستغلال "تيمة" قديمة ومتداولة سبق تناولها في أفلام اخرى، أو حتى في مجلات "كوميكس"، ليقدمها بتناول مختلف تماماً وعبقري للغاية، يشعرك أنك تشاهد هذه القصة للمرة الاولى، وهو ما تحقق في سلسلة باتمان، وكوكب القرود ، وكذلك اليس في بلاد العجائب، وأخيراً في الظلال الداكنة، حيث لم يجعلك فقط تتعاطف مع مصاص الدماء بل وتحبه وتتمنى إنتصاره، في حبكة خفيفة مبهجة، على العكس تماماً من كل قصص مصاصي الدماء الكئيبة، وهي خلطة ينفرد بها بورتون وسط كل مخرجي جيله.
أما النجم العبقري جوني ديبن القادر على تقديم كل الأدوار بنفس البراعة، ونفس القدرة على الإقناع، الممثل صاحب الألف وجه، القادر بأدائه على أن يأخذك إلى ابعد الأعماق لتعود منها محملاً بالبهجة، بالحزن، بموهبة مبهرة يندر تكرارها.
فيلم الظلال الداكنة فيلم متميز للغاية، يستحق المشاهدة سينمائياً لا على شاشات الكومبيوتر، تعود فيه النجمة الكبيرة ميشيل فايفر للتمثيل، وتقدم هيلينا بونهام كارتر أحد افضل ادوارها، ويمارس تيم بورتون هوايته في إبهارنا بكل جديد قديم تحت شعار ...المجد للسينما.