تابعت خطوات إنتاج فيلم " المنتقمون" بشغف شديد، حيث حلمت صغيراً أثناء متابعة مجلات "الكوميكس" المصورة أن يجتمع أبطالي المفضلون في عمل واحد، وأتذكر حتى الآن قصة جمعت بعض الخارقين سوياً وكيف إحتفظت بها في دولاب ملابسي إلا ان أطاح بها الزواج.
ومنذ الإعلان عن جمع الخارقين في فيلم واحد، تأسفت قليلاً على غياب سوبرمان وباتمان عن هذا الجمع الغفير، ولكن وجود الرجل الحديدي والرجل الأخضر بالإضافة إلى ثور البطل الفضائي الإغريقي عوضني عن هذا كثيراً، بالإضافة طبعاً لوجود كابتن أمريكا الذي لا أحبه كثيراً لظروف سياسية، وكذلك الأرملة السوداء و هاوكي رامي السهام، ليصل العدد إلى سبعة.
ويمثل رقم 7 عقيدة سينمائية أمريكية في أفلام البطولة والتضحية والثأر، فمنذ فيلم "الساموراي السبعة"، الذي نقلته أمريكا بإسم "العظماء السبعة" وقام ببطولته نجوم كبار على رأسهم براينر العظيم، والسينما الأمريكية تقدس الرقم وتجله.
وعلى الرغم من محاولة تجاوزي عن الفكر الأمريكي الصارخ الذي تصر هوليوود على طرحه علينا، بإنقاذ أمريكا للأرض، والدور الأمريكي الهام في التصدي للمخلوقات الفضائية، والذي جعلني أتصور حتى في أحلامي أن الفضائيين - إن وجدوا - لن يهاجموا سوى الولايات المتحدة، إلا أن الفيلم كان مزعجاً جداً في الحقيقة، حيث نجحت المؤثرات والمشاهد خلال 10 دقائق من بداية الفيلم في إفساد فرحة الطفل بداخلي بإجتماع ابطاله الخارقين بل وبرز عدم إعتناء المخرج جوس هيدون بتقنية ثلاية الابعاد إلى وجودها كعنصر مؤذي للعين، وصرت اترقب ظهور الرجل الحديدي لاستمتع بخفة دم روبرت داوني جونيور فقط لا غير.
وخلال مدة عرض الفيلم بالكامل، أخذت أتخيل كيفية صناعة فيلم كهذا دون هذا الكم من الضجيج، فيلم تستطيع أن تصطحب أطفالك إليه دون أن تفزعهم من فرط العنف والدمار والأداء المزيف للخارقين.
الخارقون فيلم انتظرته وندمت على مشاهدته، وتعلمت منه ألا أحلم لأن الحلم عادة يكون أروع من الواقع اياً كان.
ملحوظة : فيلم الخارقون جعلني أتأكد من قناعتي بأن الافلام التي تحتل صدارة "بوكس أوفيس" في الولايات المتحدة افلام لا تستحق المشاهدة، لأن مزاج الشعب الامريكي مختلف تماماً عن مزاجنا كشرقيين.