وصلنا بعد المقالين السابقين،إلى تحكم المنتج التاجر في صناعة السينما والتعامل معها كبضاعة تحقق ربحاً بغض النظر عن المضمون، وهجرة المنتج الفنان نتيجة تغير أحوال الوسط، والتضييقات التي تمارس ضده، ونستعرض اليوم بعد التجارب الخاطفة لمخريجن وفنانين حقيقيين لا يعملون بسبب هذه الأوضاع
التجربة الثالثة :
- مخرج متميز، قدم فيلماً واحداً "كسر" الدنيا كما يقول المتابعون، ونجح بصحبة سيناريست - كان يقدم فيلمه الأول وقتها - في تغيير النمط السائد في السينما حيث كان المجد للكوميديا وشباك التذاكر أيضاً، وسار على دربه بعد ذلك العديد من المخرجين، وإن لم يحقق أحد نجاحاً يشبه نجاحه، يجلس في بيته منذ 9 سنوات، لم يقم خلالها إلا بإخراج جزء من مسلسل، لأن المنتجين يرون الوقت الطويل الذي يستغرقه في التحضير لأعماله عيباً قاتلاً، ولأن دورة رأس المال السريعة - تجارياً - أفضل، فلتذهب الجودة والتحضير إلى الجحيم.
ملحوظة : جيمس كاميرون استغرق عدة سنوات من أجل التحضير لفيلم أفاتار.
سينارسيت متميز، قدم فيلماً من 4 سنوات، حصل على أكثر من 50 جائزة محلية وعالمية، لم يقدم فيلماً بعدها لأنه حريص على العمل بجد، قدم مسلسلين من أجل التواجد، لكنه حتى الآن مازال بعيداً عن السينما، حيث يرى المنتجون أن تدقيق السيناريست في كل تفاصيل عمله، يتسبب في تكلفة زائدة، كما إنه يستغرق وقتاً طويلا في الكتابة مما يعيق دوران رأس المال.
مخرج أخر قدم فيلماً واحداً عام 2000، كتبه وأخرجه، ولم يقدم شيئاً بعدها، حاول تقديم العديد من التجارب لكنه اصطدم بعدم وجود التمويل، حيث يرى المنتجون أن أعماله تحمل بعداً فلسفياً لا يحتمله المشاهد المصري، ليفرضوا حظراً شخصياً على عقلية المشاهد، ويواصلون تقديم أفلام تخاطب المراهقين وصغار السن، كأننا شعباً مراهق.
أخيراً اخترت 3 حالات فقط من قائمة تتسع للمزيد ويكفي أن نرى كم فيلماً يقدمه مخرجون في قيمة محمد خان و داوود عبدالسيد، والحالات الثلاثة التي أخترتها لفنانين تم إختيار افلامهم ضمن أفضل 10 افلام في الألفية الجديدة.