يثور الآن الخلاف في كل الساحات الدينية والإجتماعية، بل والقضائية حول عرض مسلسل الفاروق عمر على شاشات قنوات "ام بي سي" الذي كتبه وليد سيف وأخرجه حاتم علي، مفتي السعودية الشيخ عبد العزيز آل الشيخ عارض فكرة انتاج أو عرض المسلسل بحجة أنه سيتعرض للنقد والتجريح، وطالب من يريد نشر السيرة أن يؤلف كتاباً.
أما في الكويت فاقام محام دعوى قضائية لمنع المسلسل مستندا لفتوى قديمة للشيخ الطبطباني التي ترفض تناول الصحابة في الدراما، أما في مصر فرفع محام آخر دعوى قضائية أمام مجلس الدولة لوقف عرض المسلسل لعدم المساس بهيبة الصحابة والنيل من قدسيتهم.
وانقسم الجمهور بين مؤيد ومعارض، لدرجة أن بعض الشباب قام بتدشين صفحة علي موقع الفيس بوك بعنوان "حملة انا مع عرض مسلسل "عمر بن الخطاب" في رمضان" اشاروا فيها انه لم يكن هناك اعتراض على المسلسلين الايرانيين يوسف عليه السلام و عيسى عليه السلام , رغم انهم انبياء و تم تحريف نصوص ثابته في القران. و لم يعترض احد على المسلسلات التركيه المدبلجه التي وصفوها بالاباحية ،واشاروا ان المسلسل يقدم حقائق راجعها علماء يزيد عددهم على 7 و دعوا الي مشاهدة المسلسل والتعليق عليه بعد المشاهدة.
حتى هنا ينتهي عرض القضية التي اراها عبثية للغاية، حيث كانت الفتوى السعودية غير منطقية لأن الكتب أيضاً يجوز تناولها بالنقد والتجريح وليس فقط المسلسلات، اما فتوى الكويت التي لا تستند إلى اي مرجع علمي إلا فتوى قديمة للأزهر في عصر مضى ورحل، فتتنافى مع مرونة الإسلام وصلاحيته لكل العصور، حيث صارت المادة المصورة دراما كانت أو سينما من أهم وسائل المعرفة، وتساعد على إنتشار الافكار ووصولها لمختلف الناس والشعوب - خاصة بعد دبلجة المسلسل لأكثر من لغة- وبالتالي يحجر علماء الإسلام على من يعرض دينهم الحقيقي على غيره من الشعوب، ويرفضون أن تساهم الدراما في تحسين صورة الدين الذي اساء إليه حاملوه لدرجة إرتباطه بالإرهاب في الغرب، حيث لم يقصر صناع الدراما وعرضوا السيناريو على 7 علماء كبار، يتصدرهم الشيخ يوسف القرضاوي، ليخرج في أحسن صوره.
أما الدعوى المصرية المرفوعة لعدم النيل من قدسية الصحابة، فلا قدسية في الإسلام، وكما قال الإمام مالك رحمة الله عليه "كل يؤخذ ويرد عليه، إلا صاحب هذا القبر" وأشار إلى قبر الرسول عليه الصلاة والسلام، لهذا تبقى الدعوة هزلية خاصة وأن المسلسل يتعرض لسيرة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكلنا يعرف من عمر.
يهاجمون الدراما ويعتبرونها مزماراً للشيطان يعطل الناس عن العبادة، وعندما تلعب الدراما في منطقتهم، يعتبرونها زندقة وكفراً، كفوا ايديكم عن الإبداع، أو كما قالت جدتي رحمة الله عليه "أدوا العيش لخبازه حتى لو أكل نصه".