أعلن مهرجان دبي السينمائي الدولي مع اقتراب حفل افتتاح دورته التاسعة، عن دفعة جديدة من الأفلام الآسيوية الأفريقية التى تتنافس على جوائز "مسابقة المهر الآسيوي الأفريقي" هذا العام، حيث تحتل أفلام جنوب آسيا مساحة مميزة من بين الأفلام المشاركة.
وقال مدير البرامج الآسيوية الأفريقية ناشين مودلى، إن هذه الأفلام بشتى أنواعها، الروائية الطويلة والقصيرة منها، إضافة للوثائقية تتحلى بتنوع كبير، مما يمنح المشاهد فرصة اكتشاف جنوب آسيا، من خلال اختيارات تثقفه، وتمتعه، وقد تصدمه.
أول تلك الأفلام هو فيلم المخرج الهندى أشيم أهلواليا "الآنسة الفاتنة" الذى عرض فى مسابقة "نظرة ما" فى الدورة الأخيرة من " مهرجان كان السينمائى"، يمضى الفيلم عميقاً فى العوالم السفلية لصناعة السينما المبتذلة فى بومباى، من خلال قصة أخوين ينتجان أفلام الجنس والرعب فى منتصف ثمانينات القرن الماضى، إنها قصة عن الخيانة والحب.
وفى مجال الأفلام الروائية الطويلة هناك يأتى فيلم "سفينة ثيزيوس" للمخرج أناند غاندى الذى عرض فى " مهرجان تورنتو السينمائى"، وتدور أحداث الفيلم فى قالب فلسفى غرائبى، يضع الراهب إلى جانب مصورة فوتوغرافية، وموظف شاب فى البورصة، طارحاً أسئلة كبرى عن الهوية، والعدالة، والجمال، والموت.مخرج هندى ثالث هو موسى سيد يحضر فى الدورة التاسعة من مهرجان دبى السينمائى بفيلمه "وادى القديسين"، وهو أيضاً أول أفلامه الروائية الطويلة، وقد فاز بجائزة "ألفريد ب. سلون" فى " مهرجان سندانسالسينمائى" 2012، يقارب هذا الفيلم منطقة كشمير والنزاع المستعر فيها، من خلال قصة حب تولد فى أحضان طبيعة خلابة، حيث سيقع صديقا العمر غلزار وأفزال فى حب نفس المرأة، وهما عازمان على الهرب والنجاة من العنف المحيط بهما، إلى أن تأتى تلك المرأة وتغير مسار خطتهما.
ويحضر من بنجلاديش، فيلم المخرج والكاتب مصطفى فاروقي "تليفزيون"، راصداً صدام القيم الحديثة مع التقليدية فى قالب فكاهى، وذلك من خلال قصة رئيس بلدية قرية فى ريف بنغلادش يحظر - متذرعاً بالدين - جميع أنواع الصور بما فيها التلفزيون وحتى أجهزة الهاتف المحمول، مما يشكل تحدياً كبيراً لمجتمع القرية، وتحديداً الشباب منهم، وانقساماً حاداً يأتى من تمرد بعض السكان على قرار رئيس البلدية.
أما فيلم "هو، هنا وما سيأتى" من سريلانكا، للمخرج أسوكا هانداغاما، يدور حول "نمور التاميل"، ومن خلال سرده قصة أحد مقاتلى هذا الفصيل، وعودته إلى بيته بعد غيابه لسنتين على خطوط الجبهات، ومساعيه للتأقلم مع حياته الزوجية المستعادة.
ومن الأفلام المرتقبة بقوة فيلم "غلابى غانج" للمخرجة الهندية نيشتا جين. وهو الفيلم الذي يدحض الفكرة التى تقول أن الحركة النسوية ليست إلا حكراً على السيدات الأوروبيات المثقفات، إذ يوثق لمجموعة "غلابى غانج" ومؤسستها سامبال بال، فنساء تلك المجموعة يرتدين السارى الزهرى وينتقلن من مكان إلى آخر ساعيات لتحقيق العدالة للنساء، لا سيما االنساء المنتميات لطبقة "الداليت".
وفى سياق متصل يوثق فيلم المخرج الهندى سوراف سارانجى "تشار.. جزيرة بلا بشر" حياة طفل اسمه روبيل، يود الذهاب إلى المدرسة فى الهند، لكنه وفى استجابة لظروفه العائلية والمالية، يضطر إلى تهريب البضائع بين الهند وبنغلادش، إذ يقوم يومياً باجتياز النهر الذى يشكّل حدوداً دولية بين هذين البلدين. إنه النهر نفسه الذى كان السبب فى تدمير بيته، وهو الآن يعيش على جزيرة "تشار"، المتشكلة وسط ذلك النهر والتى يسيطر عليها حرس الحدود.