تحت عنوان "مرحبا أفريقيا" عقدت أمس ندوة بفندق سوفيتيل الجزيرة على هامش فعاليات الدورة 35 لمهرجانالقاهرة السينمائى الدولى ، والتي أدارها الفنان محمود قابيل و ضمت مجموعة من صناع ومنتجي وموزعي الأفلام الأفريقية وهم مايكل أجيرا مدير صندوق التنمية للسينما الأفريقية في نيجيريا وديفيد سيموريست مدير إحدى المنظمات السينمائية بإنجلترا والتى لها اهتمام خاص بالسينما الأفريقية والسيدة فيردوز بولبوليا من جنوب أفريقيا و هانز كريستيان من ناميبيا و المخرج النيجيري نيوتين اديوكا وفايث ايساكيبر .
دارت الندوة حول التحديات والصعوبات التي تواجه السينما الأفريقية وكيفية التغلب عليها ، في البداية أكدت فيردوز أن أفريقيا تحتاج إلي اتسليط الضوء عليها وأن القاهرة كعادتها دائما تكون صاحبة الرعاية لهذه المبادرة ،لقد أصبحنا الآن نواجه قرصنة الأفلام الأفريقية حيث هناك العديد ممن يبحثون عن هذه الأفلام التي تحكي الواقع الأفريقي ويقومون ببيعها بأثمان بخثة أو مجانا أحيانا".. وأضافت "أن مهرجان القاهرة كونه يستضيف السينما الأفريقية فهو إشارة هامة إلي العالم خاصة وأن أفريقيا علي الساحة الفنية العالمية ولها قيمة ضرورية تجاه السينما العالمية " .
أما نيوتن قال "أننا نريد حماية وسلامة الهوية الأفريقية علي أساس سليم ، فقد أصبحت الأفلام الوافدة أياً كان مصدرها ، أو الجهة الموزعة لها تخضع لرقابة صارمة حرصا ًعلي السلام الإجتماعي وخشية من تفشي أفكار بين الشعوب المستعمرة من خلال فن جماهيري وتحقق متابعته بصورة جماعية ، ويتلاحم من خلاله المشاهدون متطلعين إلي صورة واحدة ، ومنذ السبعينات وبالتحديد عام 97 ، تأسست مؤسسة السينما النيجيرية بهدف تدريب الفنانين الوطنين ومساعدة السينمائيين في التسويق وتوفير البيئة الأساسية لصناعة السينما ولكن ليس بالنيات ولا الدعاوي الطيبة تتحقق الأهداف فلم تحقق المؤسسة شيئاً تقريباً بل جاء ظهورها في توقيت حرج وسيئ جداً بالنسبة للسينما وربما الصناعات كافة ، وذلك بسبب تخفيض العملة النيجيرية الذي كان له أثره السيئ في صعوبة الإستيراد بأسعار أصبحت باهظة الثمن ولسلع أساسية في الصناعة مثل الفيلم الخام كما أصبحت عمليات المونتاج والطباعة التي تجري في الخارج وتكون فوق طاقة أي منتج " .
وأضاف ديفيد سيموريست " لاشك أنه هناك تحديات كبري تواجه الفيلم الأفريقي والمشكلة الأساسية فيه هي مشكلة الإنتاج ولا ننكر أنه قد تفجرت في نوليوود صناعة مزدهرة لفتت نظر وسائل الإعلام الأجنبية وهي صناعة نسوق لها الآن في جميع أنحاء أفريقيا وبقية العالم ومنذ ذلك الحين تم إنتاج الألاف من الأفلام النيجيرية وانطلقت إلي السينما العالمية وأصبحت نوليوود إحدي أهم المؤسسات في صناعة الفيلم حيث تبلغ رأسمالها 500 مليون دولار وفي ازدياد مستمر ، هذا بالنسبة للفيلم النيجيري ، أما بالنسبة للسينما الأفريقية بوجه عام فإننا نري أن القضاء علي مشكلة الإنتاج السينمائي يجب أن يكون بتكوين شركات تدعم الفيلم الأفريقي الذي يصل تكلفته إلي 10 آلاف دولار وهذا الرقم يعد ضخماً في بلد لديها قطاعات عدة ومشاريع ضخمة وأعداد هائلة من السكان تحتاج إلي كل دولار ".
وقال مايكل أجيرا " أن المشاركة النيجيرية في مهرجان القاهرة السينمائى الدولى يمثل أحد أهم الركائز والإنطلاقة إلي العالم فيلم "مبادلة الهاتف" أحد الأفلام النيجيرية ذات الطابع الخاص وتمثل اتجاه تحتذي به للنموذج الهوليوودي لكن مع الإحتفاظ بحق الإحتكار ، ونتمني أن نري السينما الأفريقية ذو مكانة عالمية في كافة المهرجانات الدولية ونكون قد تغلبنا علي مشكلة إنتاج وصناعة الفيلم ".
وأخيرا ًقال فايث ايساكيبر أن "العالم يحتاج إلي التعرف علي المجتمع الأفريقي وهذا لن يكون إلا بإنتاج أفلام تحكي هذا الواقع وتكشف الوجه الخفي لأفريقيا الذي لا يعرفه الكثيرين ولذا أتوجه بنداء إلي كل مجتمعات السينما في العالم وخاصة مصر من اجل التوحد لإنقاذ الفيلم الأفريقي والعمل علي انتشاره في كل زمان ، فالمهرجانات العالمية تدعونا للمشاركة وجميعنا نعرف أن جمهور تلك المهرجانات هو جمهور خاص فما تحتاج إليه السينما الأفريقية هو انتشار علي المستوي المحلي والدولي على حد سواء ".