منذ ما يقرب من اﻷسبوع أكد النجم أحمد حلمي في تصريحات صحفية بمؤتمر أُقيم لبرنامج Arabs Got Talent، أنه راضٍ تماماً عن قرار المشاركة في لجنة تحكيم برنامج المسابقات بموسمه الثالث، مشيراً أن تواجده على طاولة لجنة تحكيم البرنامج سمحت للجمهور العربي بالتعرف على شخصيته الحقيقية بعيداً عن الشخصيات الدرامية التي يُقدمها من خلال أفلامه، وهو ما اعتبره بمثابة إضافة له.
ولا شك أن برنامج Arabs Got Talent قد أضاف لشعبية حلمي، لكن بنفس القدر الذي استفاد فيه البرنامج من حلمي نفسه، حيث كان أمام إدارة البرنامج تحدي كبير أثناء التحضيرات للموسم الثالث منه، وسط هوجة برامج اكتشاف المواهب، وهو البحث عن عامل جذب مميز وجديد، خاصةً مع انخفاض نسبة مشاهدة البرنامج في موسمه الثاني، بالنظر إلى نسب المشاهدة في الموسم اﻷول منه، والذي ضم في أعضاء لجنة تحكيمه الإعلامي المصري عمرو أديب والذي يتسم أدائه بنوع من السخرية في أغلب اﻷحيان، قبل أن يأتي بدلاً منه الممثل السعودي ناصر القصبي في الموسم الثاني، والذي لم يشهد نجاح كبير.
واتسم اختيار أحمد حلمي تحديداً للانضمام للبرنامج بالذكاء الشديد، وذلك لعدة أسباب، أهمها الشعبية الكبيرة التي يتمتع بها حلمي في مصر خاصةً والعالم العربي عامةً، وهو ما ظهر بشكل كبير خلال حلقات البرنامج، والتي عبر فيها الكثير من المشتركين عن سعادتهم لملاقاة حلمي أو تشوقها لذلك، حتى أنه في إحدي الحلقات علقت نجوى كرم على اﻷمر قائلة "ياريتني بتمتع بالحب اللى بيحبهولك المصريين يا أحمد".
ثاني أكثر سبب واضح لوصف اختيار حلمي بالاختيار الذكي هو خفة دم حلمي وسرعة البديهة التي يتمتع بها، والتي تُمثل بطبيعة الحال عوامل جذب إضافية، وهو ما ظهر أيضاً بشكل كبير من انتشار الإفيهات التي يُلقيها في كل حلقة، والتي يتم استخدامها كـ "هاش تاج" على مواقع التواصل الاجتماعي ويغرد بها كتير من مستخدمي هذه المواقع.
ثالث هذه اﻷسباب كان عزوف المصريين عن مشاهدة البرنامج في موسمه الثاني بشكل كبير، وذلك ليس فقط لترك عمرو أديب كرسيه بلجنة التحكيم، لكن أيضاً بسبب اﻷحداث التى كانت تجري في هذه اﻷوقات على الساحة المصرية، والتى شغلت المصريين عن متابعة البرنامج، وبرامج أخرى كثيرة، لكن وجود نجم بحجم أحمد حلمي مثل عامل جذب للمشاهد المصري بما يمثله من أهمية ﻷي برنامج من برامج اكتشاف المواهب حتى في وسط أحداث كبيرة تعيشها مصر في المرحلة الحالية، نستطيع القول ببساطة أن إدارة البرنامج كان أمامها منافس (وهو الأحداث الراهنة على الساحة المصرية)، لكنها استطاعت التغلب على هذا المنافس بأحمد حلمي الذي راهنت عليه في جذب انتباه المشاهد المصري مرة جديدة.
أحمد حلمي من جانبه أظهر أنه قادر على الاندماج بشكل كبير جداً مع باقي أعضاء لجنة التحكيم، أكتر حتي مما فعل عمرو أديب، والذي كانت تشهد أغلب حلقات البرنامج اختلاف في الرأي بينه وبين نجوى وعلي جابر، فيما استطاع حلمي إثبات وجوده وسدادة رأيه وفي نفس الوقت تعاونه مع باقي أعضاء اللجنة بشكل كبير، والذين أجمعوا على سعادتهم وارتياحهم لوجوده في أولى حلقات البرنامج، كما أن حلقات البرنامج شهدت نوع من "الكيميا" بين حلمي وناصر القصبي، خاصةً وأن الاتنين يمثلان الجانب الطريف واللذان تُخفف تعليقاتهما من حدة وجدية أراء نجوى وعلي بشأن أداء المتسابقين.
كما لم يُظهر حلمي وفقط أنه قادر على الاندماج مع أعضاء لجنة التحكيم، إلا أنه أظهر قدرة كبيرة على الاندماج والتفاعل مع المتسابقين أيضاً، على الرغم من أنه لم يحصل بعد على الخبرة الكافية في برامج اكتشاف المواهب، إلا أن خبرته في برامج اﻷطفال كانت كافية على ما يبدو ليتفاعل بشكل كبير مع المتسابقين، وهو ما تحقق في حلقات اختبارات اﻷداء بشكل واضح، حيث رأيناه يصعد إلى المسرح أكتر من مرة يتعاون فيها مع المتسابقين أو يحاول تأدية بعض الحركات التي يُقدمها المتسابقين، وهو ما لم يفعله أياً من باقي أعضاء لجنة التحكيم.
على الجانب اﻷخر اتسم قرار حلمي بالموافقة على المشاركة في البرنامج بالذكاء أيضاً، وذلك لسببين واضحين، اﻷول هو أن النشاط السينمائي في مصر بـ "عافية" مؤخراً، وأن البرنامج يمثل له نافذة يطل من خلالها على جمهوره، والذي من المؤكد يفتقد ظهوره، السبب الثاني يتمثل في التراجع الذي شهده المنحني التصاعدي لنجاح حلمي مؤخراً، خاصةً أن أخر أفلامه " على جثتي" كان قد واجه انتقادات كتيرة، وهو الشيء المُقلق ﻷي فنان بطبيعة الحال، فنستطيع القول أن حلمي ومن خلال ظهوره بالبرنامج يحاول إصلاح خطأه من ناحية، ومن الناحية اﻷخرى يتعامل مع البرنامج بمثابة ترمومتر لعلاقته بالجمهور، القادر على رفع ثقة حلمي في نفسه مرة جديدة بعد الهزة اﻷخيرة التي سببها فشل فيلم "على جثتي"، إلى جانب أنه يُزيد شعبيته أكتر على مستوى الوطن العربي، وبفسح الفرصة للجمهور للتعرف عليه المستوى الشخصي أكثر من كونه ممثل، خاصةً أنه لا بيظهر في البرامج كثيراً.