أختتم أمس الأحد مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية أخر عروضه، بعد عرض كم ضخم من الأفلام تراوحت بين الروائي الطويل، والتسجيلي الطويل، وروائي قصير، وتسجيلي قصير.
وتنوعت موضوعات الأفلام ما بين التجارب الإنسانية، والأفلام السياسية، والمشاكل المحلية للقارة، وأفلام تدور حول استمرار محاولات تحرر واستقلال أفريقيا.
ولم يخل فرع واحد من فرع المسابقة من كل الأنواع تقريبًا، في فرع الروائي الطويل سادت محاولات تقديم أفلامًا عن تجارب إنسانية، فنرى مثلًا الفيلم التونسي، الفرنسي (بستاردو) للمخرج ( نجيب بلقاضي)، ويحكي عن الشاب محسن ذو الأصول غير المعروفة التي جعلته مرفوضًا من قبل سكان الحي الذي يعيش فيه فأطلقوا عليه لقب "بستاردو" أي الابن غير الشرعي، وبعد فصله من وظيفته يستطيع بفضل صديقه "خليفة" تركيب سنترال على سطح منزله من أجل تحقيق دخل شهري كبير، ورغم أن هذا السنترال يمكن جيرانه من التمتع ببعض الحداثة إلا أن حياتهم تنقلب رأسًا على عقب فجأة عندما يجد محسن نفسه في مواجهة بلطجي الحي.
في فرع التسجيلي الطويل تتناول المخرجة (أليزابيث تشاي فاساريلي) مشكلة شديدة المحلية في الفيلم السنغالي (توبا،) حيث تدور الأحداث عن حج ماجال السنوي الذي يقوم به مليون مسلم صوفي إلى المدينة المقدسة السنغالية "توبا"، من خلال جماعة مراد الصوفية، وهي من أكبر التجمعات الصوفية في غرب أفريقيا التي تتبع تعاليم الشيخ أمادو بامبا.
أما المخرجة (أميرة تاج الدين) فتتعرض لمشاكل آثار الاستعمار في القارة الأفريقية في الفيلم الروائي القصير (له فقط)، حيث تدور الأحداث في كينيا عام 2012 حيث منح النظام القضائي البريطاني مقاتلي الماو ماو الحق في مقاضاة الحكومة البريطانية، عن الجرائم التي اُرتكبت ضدهم وأسرهم خلال الحكم الاستعماري وانتفاضة الماو ضده عام 1950.
وفي مسابقة أفلام الحريات ظهر الفيلم السياسي بقوة بالطبع مثل الفيلم الروائي الطويل التونسي (الأستاذ) للمخرج (محمود بن محمود) وتدور أحداثه في تونس خلال فترة السبعينات حيث يُطلب من خليل قلسوي أستاذ القانون الدفاع عن الحزب في رابطة حقوق الإنسان أثناء فترة من التوتر بين الحكومة والنقابات وفي الوقت نفسه تأتي له الأخبار أن الطالبة هدى التي تربطه بها علاقة عاطفية قد ألقي القبض عليها، وحينها يكون لزاماً عليه الاختيار.