منذ الفيلم الأمريكي The Da Vinci Code الذي عرض في افتتاح مهرجان كان في عام 2006، ربما لم يكن هناك فيلم افتتاح مُنتظر على هذا النحو بقدر فيلم Grace of Monaco للمخرج الفرنسي أولفييه داهان، بسبب الحب الجارف الذي حظت به النجمة السينمائية وأميرة موناكو جريس كيلي في قلوب الملايين، والقدر الهائل من المشاكل التي وجد صناع الفيلم أنفسهم في مواجهتها خاصة مع العائلة المالكة في موناكو، وتعدد مرات تأجيل العرض.
بدأت المشاكل منذ أن قام السيناريست البريطاني/الإيراني آرش أميل بكتابة سيناريو الفيلم على مدار عام كامل، وفرغ منه في عام 2011، ولكن السيناريو كان سيء الحظ لأقصى درجة ممكنة في إيجاد منتج متحمس في هوليوود من أجل انتاجه، حتى أنه أُدرج في القائمة السوداء في نفس العام، وهي القائمة التي تصدر سنويًا متضمنة السيناريوهات التي لا تجد منتجًا لها، وتم بيع السيناريو فيما بعد إلى المنتج الفرنسي بيير أنجو لو بواج، وتم تصوير الفيلم بين موناكو وفرنسا وإيطاليا.
بعد الانتهاء من تصوير الفيلم، بدأت المشاكل مع العائلة المالكة في موناكو، وخاصة من قبل الأمير ألبرت الثاني وشقيقتاه الأميرة كارولين والأميرة ستيفاني، حيث وصفوا بعض الوقائع المذكورة في الفيلم بأنها غير دقيقة على النحو التاريخي، حتى أن الأمر وصل لدرجة اتهام صناع الفيلم بتجاهل كافة المقترحات التي تقدمت بها العائلة لإجراء بعض التعديلات على السيناريو، وردًا على هذا، صرحت بطلة الفيلم النجمة نيكول كيدمان في حوار لها مع جريدة لوفيجارو بأن الفيلم "ليس سيرة ذاتية أو توثيق متخيل لجريس كيلي، وإنما هو عرض لجزء بسيط من حياتها تكشفت فيه طاقتها الإنسانية العظيمة ومخاوفها وضعفها".
وبعد طول شد وجذب بين العائلة المالكة وصناع الفيلم، خرجت العائلة المالكة في الثاني من مايو الجاري – أي قبل عرض الفيلم في افتتاح كان بـ12 يوم - ببيان رسمي تؤكد فيه أن فيلم Grace of Monaco "لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يوصف بكونه فيلم سيرة ذاتية".
وكأن الفيلم كانت تنقصه المشاكل حتى نشبت خلافات على النسخة النهائية للفيلم بين المخرج أولفييه داهان وموزع الفيلم في الولايات المتحدة الأمريكية هارفي واينستاين، ووصلت الخلافات لدرجة أن هناك بعض التقارير الصحافية قد ذكرت بأن الموزع هارفي واينستاين قد يتخلي عن توزيع الفيلم في أمريكا، ولكن بعدها بعدة أسابيع صرح واينستاين بأنه سيستمر في توزيع الفيلم.
وبعد عرض الفيلم ليلة أمس في حفل افتتاح مهرجان كان السينمائي الدولي، خرجت المراجعات المبكرة عن الفيلم لتوجه انتقادات شديدة له، فقد انتقد الناقد السينمائي ريتشارد كروليس في Time الطريقة التي أدت بها نيكول كيدمان شخصية جريس كيلي، والتي وصفها بأنها طريقة تفتقد إلى الثقة التي كانت تتمتع بها جريس، أما الناقد السينمائي سكوت فونداس من Variety فقد وصف نص الفيلم في مراجعته بأنه "يعطي الشعور أنه يجمع بشكل مرقع بين أفلام سندريلا وسيدتي الجميلة وخطاب الملك"، أما ستيفن دالتون في The Hollywood Reporter فقد ذكر في مقالته أن العلاقة العاطفية التي يتمحور حولها الفيلم قد ولدت الكثير من الدراما خارج الشاشة عما كان عليه الأمر على الشاشة.