بعد آخر مشاركة سينمائية له في مهرجان كان السينمائي الدولي في عام 2010 من خلال فيلم Another Year، يعود المخرج البريطاني مايك لي مجددًا للمهرجان، ولكن هذه المرة من خلال فيلم السيرة الذاتية Mr. Turner، حيث يحاول مايك لي الإبحار في الخمسة والعشرين عامًا الأخيرة في حياة واحد من أهم الفنانين التشكيليين في بريطانيا وأكثرهم إثارة للجدل على الإطلاق: جي إم دبليو تيرنر.
في المؤتمر الصحافي الذي عُقد عقب عرض الفيلم ليلة أمس في مهرجان كان، تحدث مايك لي مطولا عن تجربته الجديدة، وقال عنها في معرض حديثه: "هذا الفيلم لا يختلف في شيء عن أي من أفلامي السابقة، بإمكانك أن تقرأ كل الكتب في العالم، وبإمكانك بأن تقوم بكل الأبحاث اللازمة لمليون عام، ولكن كل ذلك لن يجعل أي شيء يبدو على النحو الأمثل أمام الكاميرا، فلا يزال عليك أن تخلق الشخصية، وأن تصير من لحم ودم أمام ناظريك".
وأضاف لي قائلا: "لقد فعلنا ما نفعله على الدوام، قمنا بتطوير شخصياتنا في الوقت الذي كان البحث فيه يشكل قراراتنا، ولكن في النهاية، كان لا بد من تحقيق الأمر، ولم يكن هناك نص سينمائي كما كان الأمر دائمًا".
يقوم بتأدية شخصية تيرنر في الفيلم الممثل البريطاني تيموثي سبال الذي تعاون مع مايك لي من قبل في أربعة أفلام سابقة، وعلى مدار عامين قبل الشروع في بدء تصوير الفيلم، كان سبال يتعلم الرسم على نحو مكثف، وعن رؤيته للفنان تيرنر، يقول سبال: "كان تيرنر فنانًا من الطراز الرفيع، وفي زمانه، كان ذلك مرادفًا لإنغماسه في الجمال والرعب الذي تحمله الطبيعة، وما كان تيرنر يحاول تسجيله هو الرعب المتمثل في الجمال، والجمال المتمثل في رعب الطبيعة".
وفور عرض الفيلم، انهال المديح من كل مكان على الفيلم، وأجمعت على كونه من أقوى المتنافسين على جائزة السعفة الذهبية لهذا العام، فقد اعتبر الناقد السينمائي روبي كولن في جريدة The Telegraph أن أداء تيموثي سبال في الفيلم هو "الأمثل له منذ فيلم Secrets and Lies"، أما جيفري ماكناب في the Independent، فقد انصب معظم مقاله حول الجهد الذي بذله مايك لي على الشاشة، حيث يعبر عن إعجابه بالاهتمام البالغ من قبل "لي" باسكتشاف تيمات الحياة اليومية من خلال موضوع فيلمه.
جدير بالذكر أن مايك لي قد فاز بجائزة السعفة الذهبية مرة واحدة في عام 1996 عن فيلمه Secrets and Lies، كما تعد مشاركته في دورة "كان" لهذا العام هي الخامسة في تاريخه.