"- الجميع يقول أنه سيموت قريباً، أأمل أن يكونوا على حق، لا ينبغي أن يعيش لفترةٍ طويلة
- حسناً، آجلاً أو عاجلاً.. "سيرسي" تحصل على ما تريده"
بعد الحلقة السادسة، واحدة من أعظم حلقات المسلسل، بمشهدٍ ختامي ممتد من أجمل ما ظهر على التلفزيون الأمريكي، كان للأمورِ أن تهدأ قليلاً، والحلقة السابعة من موسم Game of Thrones الرابع لم تكن سيئة أو مُحبطة، هي فقط لا تسير على نفس الوَتَر الحامي لسابقتها، جاءت أهدأ وأكثر عادية بكثير.
أحداث الحلقة:
بعد أن طلب تحديد مصيره بالقتال أصبح على "تايرون لانستر" أن يواجه "الجبل"، أحد أعنف مقاتلي كينجز لاندينج، والمشكلة الحقيقية أن ما من أحدٍ يقبل المواجهة مكانه، ليس "جيمي" بيده اليسرى فقط، وليس "برون" الذي تم إغراءه عن طريق "سيرسي" وفي كل الأحوال لا يجد احتمالية التضحية بحياته أمراً مقبولاً حتى لو من أجل "تايرون"، ليبدو الأخير وكأن عليه مواجهة "الجبل" بنفسه، وهو ما يعني الانتحار.. لن تمر 10 ثوانٍ دون أن تنفصل رأسه عن جسده.
"آريا" تستمر في رحلتها مع "ذا هاوند"، يزيدها قوة وخشونة، وتتسلل إليه برقة، هناك أمراً سيئاً ورتيباً في هذا الخط ولكن سنأجل الحديث عنه لجزئية النقد. في المُقابل تبدو العملاقة "بيرن" ورفيقها برودريك على مقربة من آريا في تلك اللحظة، أو يعرفون على الأقل أنها ذاهبة إلى خالتها.
حراس الليل يستعدون للهجوم المنتظر ويرفضون نصائح جون سنو، الكاليسي تقيم علاقة مع "داريو" ولا يبدو واضحاً ما الذي تخططه.
أوبرين مارتيل يحضر إلى زنزانة "تايرون"، كما كان متوقعاً بالنسبة لأي شخص من محبي المسلسل، ويخبره أنه سيقاتل الجبل، الذي اغتصب أخته وقتل عائلته كلها بعد الانقلاب على ملك التارجريان المجنون، ليبدو وكأنه يمنح "تايرون" حياةً ثانية بعد أن ظن بانتهاءِ الأولى.
وفي خِتام الحلقة، فإن حب "اللورد بيليش" لـ"سانسا"، متأثراً بحبه القديم لوالدتها، يدفع الخالة "ليزا" للهاوية.. حرفيا!.
رأي في الحلقة:
الأمر الأهم أننا لم نشعر للحظة بالخطر الحقيقي على "تايرون"، منذ تحديد شخصية "الجبل" علمت أن التويست الذي ستقوم عليه الحلقة هو قِتَال "أوبراين مارتيل" بدلاً منه للانتقامِ، وهو شيء غني جداً درامياً نظراً لكراهية الأخير لآل "لانسترز" ثم اضطراره حالياً للقتالِ من أجل أحد أفرادهم، ولكن في الحقيقة ما من شيء تم كتابته أو إخراجه بشكل جيد، لم تمر لحظة واحدة شعرنا فيها أن "تايرون" قريب فعلاً من الموت، أو أن شيئاً لن ينجده.
في المُقابل فإن الشيء الوحيد الرائع في الحلقة هو مشهد "تايرون" مع "أوبراين" نفسه، ليس بسبب قول الأخير له أنه سيقاتل من أجله، ولكن بسبب الدراما الشديدة التي يحملها المشهد عن الماضي، هذا القدر من نَكْءِ جروح "تايرون"، وملامسة الشيء الذي عاش به طوال حياته عن أنه الشخص الذي حمله الجميع موت أمه.. وتمنوا موته في كل لحظة.
الـ"كلوز أب" على وجه "تايرون" أثناء حديث "أوبراين" عن تلك المرة القديمة منذ عقود، التي أتى فيها ليشاهد "الوحش" الذي يتحدث الجميع عن أنه وُلِدَ لآل "لانسترز"، ثم "لا قرون ولا ذيل ولا عين حمراء" وجده مجرد طفل، ذلك الـ"كلوز آب"، وملامح وأداء الممثل العظيم بيتر دينكليج، عند الجملة اللاحقة: "الجميع يقول أنه سيموت قريباً، أنا آمل أنهم على حق"، هذا هو الشيء الأبقى والأهم في تلك الحلقة.
في بقيةِ الخيوط ما من جديد تقريباً، مشكلة خط "آريا" تحديداً، رغم أنها، مع "تايرون"، شخصيات المشاهد المفضلة منذ الموسم الأول، إلا أنه ما من شيءٍ يحدث تماماً في علاقتها بـ"ذا هاوند"!، نحن نعلم أن الأمور ستسير بينهم، أنها تغيره ويغيرها، وهو أمر لم يعد مبهراً أبداً مع مرور الحلقات! عند قتلها للحارس في تلك الحلقة.. كانت اللحظة عادية، لم يعد هناك المفاجأة أو الإبهار عندما حدث ذلك في المرة الأولى، بالمثل عند تطييبها لجرح "ذا هاوند"، اللحظة متوقعة درامياً، والخط يسير بهدوء وانعدام حدث لا يُناسب أبداً حدة المسلسل أو قوة خط اللانسترز طوال الوقت مثلاً.
أمر مُشابه يخص الـ"كاليسي"، امتدحت مشهدها في الحلقة الماضية لأنه كان مشهد كبيراً ورائعاً في ذاته، ولكن الخط نفسه لا يوجد شيء يحدث فيه، لا يوجد شيء مُعين ينتظره المُشاهِد منها، وهي نقطة الضعف الأبرز في هذا الموسم، بعد أن كانت أحد أهم نقاط قوة الموسم الثالث.
مجملاً الحلقة لم تكن سيئة أبداً، ولكنها أكثر عادية بكثير من الذروة التي وصلت إليها سابقتها، حتى على المستوى البصري والفني لم يكن هناك شيئاً مميزاً يمكن ذكره أو الحديث عنه.
تبعاً لقراءِ الرواية واسم كل حلقة فإن الثلاث حلقات الباقية من المسلسل ينتظر أن تكون تاريخية، في الحلقة القادمة هناك قتال الجبل ومارتين، وفي التاسعة هناك معركة كبرى لحراس الليل، ثم الحلقة الختامية، أتمنى أن ترتفع حدة الأمور فعلاً.. لن يكون جيداً أن ينتهي الموسم ويتبقى منه فقط في الذاكرة الحلقة الثانية والسادسة.