منذ لحظة الإعلان عن بدء عرض برنامج المسابقات الجديد ( الراقصة)، انهالت من كل حدب وصوب عشرات الأصوات الغاضبة والمطالبة بوقف البرنامج، والتي كانت تستند أغلبها - كما هو واضح - إلى السمعة السيئة التي وُصم بها الرقص الشرقي لسنوات طوال، بالإضافة إلى المرجعيات الدينية والإجتماعية التي ألصقت بالرقص الكثير من النقائص والرذائل، وقد كان بالفعل قاب قوسين أو أدني من التوقف تحت وطأة هذا الهجوم، إلا أنه لا يزال يحاول الاستمرار لكي يستأنف ما بدأه.
وسواء أكنت – عزيزي القاريء – من الرافضين للفكرة أو المتحمسين لها أو ممن يتملكهم الفضول من أجل المشاهدة، ويلوح في ذهنك السؤال حول السبب الداعي لمشاهدة هذا البرنامج، نحن نمنحك سبع إجابات عن هذا السؤال:
1- لأنه يملأ الفراغ بعد غياب "النواعم":
ربما لا يكون برنامج (الراقصة) هو الأول من نوعه في العالم العربي، فقد سبقه في نفس مجاله بعدة سنوات في لبنان البرنامج فائق الشهرة (هزي يا نواعم) لمخرجه سيمون أسمر، لكن مجرد التفكير في إحياء الفكرة مجددًا، وخاصة في مصر هو أمر إيجابي بالتأكيد، كما أن (الراقصة) يسد فراغًا آخر فيما يتعلق بنوعية برامج المسابقات التي واظبت الشاشات العربية على تقديمها.
2- لأنه "صلاة الفن" رغم كل شيء:
رغم الانتشار الكبير الذي حظى به الرقص الشرقي في جميع أرجاء العالم في العقود الأخيرة، إلا أنه يظل في المجتمعات الشرقية، وعلى الأخص العربية من أكثر الفنون المظلومة التي باتت تحمل سمعة سيئة، حيث تتعرض كل من تمارسه لكافة أشكال النبذ الإجتماعي، وذلك بسبب ارتباطه في أذهان الكثيرين بعشرات المفاهيم المغلوطة والصور الذهنية السلبية، فمجرد ذكر كلمة "رقص" بشكل مجرد أمام أي شخص مار كفيلة بأن تثير في ذهنه وأمام عينيه عشرات الصور عن الراقصات في الملاهي الليلية والأفراح الشعبية، وربما كانت معاناة زينب عبد الحكيم ( سعاد حسني) خلال أحداث فيلم ( خلي بالك من زوزو) تغني عن الكثير من القول في هذا الصدد.
3- لأن عملية البحث كانت مضنية:
كان هناك سعي دؤوب للبحث عن المواهب المتميزة في الرقص الشرقي، ولم يقتصر الأمر على مجرد إجراء تجارب أداء تقليدية، فقد سافرت الفنانة دينا بنفسها مع فريق من القائمين على البرنامج إلى روسيا من أجل حضور واحدة من أكبر المهرجانات الدولية المتخصصة هناك، ومن أجل الاختيار من بين المشتركات من كافة أنحاء العالم في هذا المهرجان، كما قام فريق آخر من البرنامج بالبحث داخل مصر عن مواهب يمكن ضمها للمسابقة.
4- لأن التاريخ عريق:
من اللمحات المتميزة في البرنامج هو رغبته في التعريف وربط المشاهدين بتاريخ الرقص الشرقي في مصر، وأبرز الراقصات الشرقيات اللاتي لمعن منذ أوائل القرن العشرين، ففي كل حلقة يتم اختيار راقصة معروفة للحديث عن حياتها ومسيرتها الفنية في دقائق معدودة، مثل بُمبة كشر أو تحية كاريوكا اللاتي تم التطرق لهن في الحلقات الفائتة، بالإضافة إلى سؤال التحدي الذي يتم توجيهه للجنة التحكيم في كل حلقة.
5- لأنها لجنة تحكيم متفردة:
ربما كان تواجد الراقصة دينا في لجنة التحكيم هو أمر مفروغ منه، خاصة مع حماسها الشديد المعروف عنها لنشر ثقافة الرقص الشرقي، ولكن تواجد السيناريست تامر حبيب والفنانة فريال يوسف كذلك في اللجنة يعطيانها شيء ما غير مألوف وغير معتاد في مسابقة كهذه.
6- لأن المنافسة محتدمة:
على الرغم من كون الكثير من الراقصات المتنافسات في المسابقة (وإجمالي عددهم 27 راقصة) مصريات وروسيات، إلا أنهم كانوا يمثلن جميعًا شريحة عريضة ومتباينة من تكنيكات الرقص الشرقي وأساليبه المختلفة، وهو شيء واعد بتنافس قوي على مدار حلقات البرنامج، وهو ما كان بالفعل مثلما شاهدنا في الحلقة الثانية التي شهدت بداية المسابقة، والحلقات التي تلتها.
7- لأن الرقص لا يتوقف أبدًا:
إطلاق النسخة العربية من برنامج مسابقات الرقص الأشهر عالميًا So you think you can dance في نهاية الشهر الجاري، وترقب الموسم الثالث من النسخة العربية من Dancing with The Stars، كلها مؤشرات واضحة بأن الرقص - بكل أنواعه - لن يتوقف في القريب العاجل، بل سيعلو صخب خطواته أكثر، وستتنوع وتزداد دروبه كذلك.