يخوض الفنان أحمد عزمي تجربة جديدة في السينما من خلال فيلم " وش سجون" المعروض حاليًا في السينمات، ويقدم في الفيلم حادثة حقيقة وقعت خلال الفترة الماضية، وهي حادثة اغتصاب الطفلة "زينة"، فيجسد شخصية شاب محكوم عليه بالإعدام لاغتصابه طفلة..
ويكشف عزمي فى حواره مع السينما.كوم كواليس الشخصية وطبيعة الحياة داخل السجون، بعد تجربته مع الفيلم.
في البداية حدثنا عن الشخصية التي تقدمها في "وش سجون" وعلاقتها بحادثة اغتصاب الطفلة "زينة"؟
الشخصية التي أقدمها في "وش سجون" بها إسقاط على حادثة الشاب الذي قام باغتصاب الطفلة في بورسعيد مع وجود بعض التغييرات، حيث أظهرنا الشخصية أثناء مشهد الاغتصاب مغيبة عن الوعي بسبب تعاطي المخدرات، وأظهرناه يتخيل الطفلة كأنها ابنة صاحب العمارة التي يعمل بوابًا فيها.
هل شعرت بالقلق من تقديم شخصية بها إسقاط على حادث وقع خلال الفترة الأخيرة؟
على العكس تمامًا، فنحن لم نذكر أن هذه الحادثة تمت في بورسعيد كما حرصنا على ربط اﻷبطال الثلاثة للفيلم والذين تواجدوا في السجن بقضايا مختلفة، وذلك كونهم ضحية لشخص واحد، وهو ما ظهر للمشاهد بعد أن تقابلوا في السجن، وأخدت كل شخصية تحكي قصتها، ولم نقصد تقديم الحادثة الحقيقية بتفاصيلها، حتى لا تشعر عائلة الطفلة باﻹهانة أو نكون سببًا في تذكيرهم بذكريات سيئة، إلا أن الموضوع حمل إسقاط فقط، لأن الأحداث دارت حول بواب أيضاً وطفلة عمرها 8 سنوات يغتصبها ويرميها من فوق السطح.
البعض اتهم أحداث الفيلم بالسوداوية؟
الفيلم ليس سوداوي بالمعنى المعروف، ولكن عندما نأتي للحديث عن مجتمع السجن والشخصيات بداخله من ظالم ومظلوم ومدمن وقاتل، فكان لابد من نقل الواقع، حيث عرض الفيلم الحياة داخل السجن بتفاصيل دقيقة، تشعر معها أن المؤلف عاش بداخله، وظهر ذلك من خلال الحوار الذي احتوى على عبارات وألفاظ تُقال بالفعل داخل مجتمع السجن، بالإضافة إلى وجود ضحك ومواقف كوميدية، ولكننا لم نستطع تقديم مجتمع السجن كمجتمع مبهج لأننا نقدم فيلم واقعي بالأساس.
ولكن هذه النوعية من الأفلام لا تحقق النجاح المرجو، فما رأيك في ذلك؟
ليس من الضروري أن تكون كل الأفلام داخل أجواء الكباريهات، فلابد أن نقدم لون مختلف بعيداً عن "الهزار"، فأي موسم سينمائي لابد أن يحتوي على تشكيلة متنوعة، وليس هناك مانع من تقديم فيلم يناقش قضية جدية فيه، وقد رأينا في أعوام سابقة أفلام جادة مثل "الهروب" لأحمد زكي ومع ذلك حقق نجاح كبير رغم أحداثه السوداوية.
كيف جرت التحضيرات قبل التصوير وبماذا استعنتم لمعرفة كيف تسير الحياة داخل السجون؟
عند تصويرنا للفيلم كان المرشد لنا هو السيناريو والمخرج، بالإضافة إلى التجارب التي سمعنا عنها من بعض المساجين داخل السجن أثناء التصوير لاننا صورنا داخل سجن حقيقي، واكتشفنا أن هناك قوانين تحكم السجن من الداخل كما أن التعامل فى الداخل يتم بدون فلوس وإنما بالسجائر والمخدرات، وهناك "فتوة" لكل عنبر يسيطر على كل المواد المخدرة، ورجال الأعمال فقط هم من يتعاملون بالفلوس داخل السجن مثل الشخصية التي جسدها أحمد وفيق.
لماذا تم التركيز على جوانب سياسية في أحداث الفيلم؟
لم تكن السياسة لُب الموضوع، قصة الفيلم بشكل أساسي تدور في إطار اجتماعي بعيداً عن السياسة البحتة، فلم نتحدث عن حكومة أو سياسة معينة، وإنما عن مجتمع داخل الدولة، فالسجن يعد بلد صغيرة داخل البلد الكبيرة ليس له علاقة بما يحدث خارجه، فالحكم داخله ليس للمأمور وإنما "المسيار" وهو كبير المساجين.
ماذا يمثل فيلم "وش سجون" بالنسبة لخطواتك الفنية؟
اعتبر الفيلم بمثابة نقلة كبيرة ليّ، لأنني لم أقدم من قبل شخصية بهذه الصعوبة، كما أن الشخصية قد لمستنى وأتعبتني نفسيًا، وشعرت بالخوف منها، خاصةً وأنه كان لابد أن يكرهها الجمهور.
هل حاولت التعرف على شخصيات محكوم عليها بالإعدام قبل تقديمك للشخصية في الفيلم؟
لم أفعل، لكنني قمت بعمل بحث مكون من 20 صفحة عن التركيبة النفسية الخاصة بشخص ينتظر حكم الإعدام، ولقد أُصبت بحالة نفسية بسبب هذه الشخصية استمرت لقرابة الشهرين، كنت فيها مريض جدًا بسبب حالة الالتباس، فقد توحدت مع الشخصية حتى شعرت أن الله لن يسامحني أنا، ومشاهد الإعدام كانت الأصعب أثناء تصويري لدوري.
ماذا عن تعاونك مع باسم سمرة وباقي فريق العمل والأجواء في كواليس التصوير خاصة وأن الفيلم يضم أكثر من بطل؟
الأجواء في التصوير كانت أكثر من رائعة تحت إدارة مخرج متميز وهو عبد العزيز حشاد، واعتقد أن النظرة إلى أفلام البطولة الجماعية على أنها دائماً ما يحدث فيها خلافات قد انتهت منذ فترة، خاصةً وأن هذه النوعية من اﻷعمال أصبحت تحقق نجاحات كبيرة سواء في السينما أو في الدراما، من جهة آخرى هناك علاقة خاصة بيني وبين باسم سمرة، فأنا اعتبره وش السعد عليّ حيث قدمت معه أولى بطولاتي في فيلم " قبلات مسروقة" وحقق نجاحاً جيداً بالإضافة إلى تعاوننا سوياً في فيلم " أحاسيس".