تعتبر الفنانة معالي زايد من نجمات السينما والتليفزيون اللاتي تميزن خلال فترة الثمانينات، حيث اقتحمت عالم السينما والتلفزيون وتمكنت من إثبات موهبتها الفنية، كما أثبتت أنها تمتلك مقومات الفنانة وقدمت العديد من الشخصيات، التي تميزت بالاختلاف الكبير فقدمت دور الفتاة الأرستقراطية وبنت البلد الجدعة وسيدة المجتمع، وتمكنت في وقت قصير من الدخول لقلوب المشاهدين بأدائها السلس.
ومن المعروف أن الفنانة معالي زايد تنتمي لأسرة فنية كبيرة، فوالدتها الممثلة آمال زايد، والتي نالت "معالي" اسمها الفني عنها، وخالتها الممثلة جمالات زايد وابن عمها السينارست محسن زايد.
وقد ولدت "معالي عبد الله المنياوي" بحي السيدة زينب بالقاهرة يوم 13 مايو عام 1953، والدها هو عبدالله المنياوي أحد الضباط الأحرار، تخرجت من كلية الفنون الجميلة عام 1975، كما حصلت على بكالوريوس من المعهد العالي للسينما فنشأت تهوى التمثيل والوقوف أمام الكاميرات لتبدأ مشوارها الفني بمسلسل ( الليلة الموعودة) عام 1976 حين اكتشفها المخرج الراحل ( نور الدمرداش) ثم توالت أعمالها الفنية لتقدم مجموعة فنية مختلفة تميزت فيها بأداء أصعب الأدوار، وتركت بصمات قوية كان أشهرها المسلسل الدرامي ( دموع في عيون وقحة) ومسلسل ( بدارة) و(الثلاثية) و( امرأة من الصعيد الجواني) الذي نال استحسان الجمهور والنقاد معًا، و( الحاوي) بخلاف مسلسلها ( الوتر المشدود) لـ آثار الحكيم والذى لم يأخذ حظه فى العرض الجماهيري.
وكان أخر مسلسلاتها ( موجة حارة) الذي قدمت فيه شخصية والدة الضابط "سيد نجاتي" في شهر رمضان قبل الماضي، ومن أشهر أعمالها السينمائية فيلم ( الشقة من حق الزوجة) وفيلم ( السادة الرجال) الذي نالت عنه جائزة أحسن ممثلة من جمعية الفيلم، وفيلم ( سيداتي آنساتي).
كما كُرمت معالي بمهرجان القاهرة الحادي عشر للإذعة والتلفزيون عن دورها بمسلسل ( الدم والنار) عام 2005، بالإضافة إلى تكريمها من خلال المركز الكاثوليكي للسينما المصرية، وحصلت معالي على جائزة الإبداع في عام 2007.
وقد بلغ رصيدها السينمائي حوالي 80 فيلما سينمائيا و60 عمل درامي تلفزيوني و3 مسرحيات أشهرها ( سكر زيادة) ولم يتوقف عطاء معالي الفني عند التمثيل فقط، بل تخطى ذلك، حيث افتتحت الفنانة الكبيرة عدة معارض للفن التشكيلي كان من ضمنها معرض (الوجه الآخر)، الذي قدمت من خلاله مجموعة من البورتريهات الفنية الجميلة.
وعن حياتها الشخصية، تزوجت معالي زايد مرتين أخرهما من الطبيب المصري "مدحت خليل"، الذي أجرى لها عملية جراحية للزائدة الدودية، وقد ذكرت معالي أن تجاربها في الزواج كانت مؤلمة حسب تصريحاتها لأحد المواقع الإلكترونية، ولم تنجب الفنانة الراحلة معالي زايد أطفالًا بل قامت بتبني طفل يتيم تكفلت به، وكانت الفنانة معالي زايد تمتلك مزرعة خاصة بها على الطريق الصحراوي، أُقيمت فيها خلال الفترة اﻷخيرة من حياتها، حيث كانت تزرع العديد من الفواكه والخضروات وتشرف عليها بنفسها، وتستقبل الكثير من زملائها الفنانين هناك، حيث البعد عن ضجيج القاهرة.
وقد لاحقت الفنانة معالي زايد بعض الانتقادات لفترة من حياتها، بسبب تقديمها لمشاهد سينمائية جريئة، أولهما المشهد المثير مع الفنان يحيى الفخراني بفيلم ( للحب قصة أخيرة) من إخراج رأفت الميهي، كما كان لها مع الممثل الراحل ممدوح وافي مشهد آخر بفيلم ( أبو الدهب) والذي أثار تحفظ أحد المحامين، ليرفع ضدها دعوى طبقا لقانون الآداب، وقد حُفظت القضية في النهاية، أما أخر هذه الانتقادات فكانت متعلقة بفيديو مسجل، تم تداوله على شبكات الإنترنت، تبادلت معالي فيه الشتائم مع الفنان فاروق الفيشاوي، والذي أنكر معرفته بالفيديو، وكان ذلك في أواخر التسعينيات.
وعلى المستوى السياسي اختارت الفنانة الراحلة معالي زايد أن تشارك في الانتخابات الرئاسية المصرية اﻷخيرة، حيث أدلت بصوتها واختارت الرئيس عبدالفتاح السيسي، معبرة عن أملها فيه لإخراج مصر من تلك المحنة الصعبة والشديدة، وقد تدهورت حالتها الصحية في الأيام الأخيرة وترددت شائعات كثيرة عن وفاتها إكلينيكيا.
وكانت شقيقتها مهجة زايد قد رفضت اﻹفصاح عن حقيقة مرضها، مشيرة إلى أنها تمر بأزمة صحية بسبب آلام بالرئة، ولكن لم تلبث أن اتضح إصابة الفنانة الكبيرة بمرض سرطان الرئة، قبل أن تعلن نقابة المهن التمثيلية وفاتها عصر أمس الاثنين 10نوفمبر 2014 في سكون.