تعد ليلة الكريسماس من أوفر المناسبات حظًا من بين كل أعياد العالم في مدى الترقب والانتظار الذي يحظي به من العام للعام، والعدد الهائل من البشر الذين يحتفلون به سنويًا، حيث لا يقتصر هذا الاحتفال فقط على المسيحيين الذين يشكلون ثلث سكان العالم، بل يشاركهم الاحتفال الكثيرون من أتباع الديانات الأخرى، خاصة لما يحمله الكريسماس دومًا من طقوس جذابة وحميمة.
وعلى نفس القدر، كانت السينما مهتمة للغاية بتقديم هذه المناسبة مرارًا وتكرارًا من خلال مئات الأفلام السينمائية، سواء التي تدور أحداثها في ليلة الكريسماس، أو تلك التي تكون فيها هذه الليلة من المحاور الدرامية البارزة في العمل، بحيث لم يعد يخلو أي عام من أفلام عن الكريسماس، لذا، فنحن نحب أن نشارككم بعضًا من ذكرياتنا حول عدد من هذه الأفلام.
بالتأكيد هو أكثر فيلم مرتبط في ذكرياتنا بالكريسماس، ويعود الفضل في ذلك لإعادات العروض المستمرة التي كان يقوم بها التليفزيون المصري لهذا الفيلم وأجزائه التالية على الدوام مع حلول نهاية كل عام، للدرجة التي تحولت فيها صورة الطفل ماكولي كالكن وهو يصرخ واضعًا كفيه على وجهه إلى واحدة من أكثر الصور التي تستدعيها الذاكرة كلما مر ببالنا هذا الفيلم، إلا أن الكثير منا لا يزال يتساءل حتى الآن عما آلت إليه حياة هذا الفتى الصغير بعد أن كبر وصار متفرغًا بشكل كامل للموسيقى من فرط ارتباط جيل كامل به.
The Nightmare Before Christmas:
من قال أن الاحتفال بالكريسماس مقتصر على فئة دون اﻷخرى، حتى لو كانوا لا يدركون على وجه الدقة ماهية الكريسماس، أو ماهية طقوسه.
في قلب الفيلم الذي كتب قصته المخرج تيم بيرتون، يوجد اكتشاف عظيم وأصيل للكريسماس بعيون جديدة، ومن خلال معالجة تمتزج فيها الكوميديا بالموسيقى وتجمع بين عيدين مختلفين في طبيعتهما لحد التناقض، وهو ما يحول تجربة سكان بلدة الهالوين للاحتفال بالكريسماس إلى شيء لا ينسى، ناهيك بالطبع عن أغنياته.
بلا شك أن هذا الفيلم كان من أكثر التجارب السينمائية التي انقسمت حولها اﻵراء بين غالبية النقاد بين مؤيد ومعارض فور الصدور في دور العرض حول العالم، وعلى وجه الخصوص بسبب منهجه البصري غير المعتاد في صناعة أفلام الرسوم المتحركة، لكنك لن تنكر ما يحمله الفيلم لكل مشاهديه من فيض هائل من المشاعر المرتبطة باﻹيمان بروح الكريسماس من خلال حكاية خيالية تستغرق طوال الليل في قطار غير عادي يأخذ اﻷطفال إلى أقصى منابع الكريسماس.
ربما لا يكون الفيلم وثيق الصلة بليلة الكريسماس إلا في خواتيمه، إلا أن ما يقدمه لمشاهديه في تتابعاته اﻷخيرة يحمل كل السحر الكامن في الكريسماس، حتى حينما يعيش بطل الفيلم جورج بايلي ( جيمس ستيوارت) اسوأ كوابيسه على اﻹطلاق، وذلك حين يكتشف بايلي أن اللحظة التي ظن في بدء اﻷمر أنها ستكون نهاية عالمه هى نفس اللحظة التي سيكون معها بعثه الجديد، واكتشافه القيمة الحقيقية لكل شيء فعله في حياته.